منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 من الأشعار التاريخية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

من الأشعار التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: من الأشعار التاريخية   من الأشعار التاريخية Icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 1:35 pm


من الأشعار التاريخية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

من الأشعار التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: بائية المتنبي لابي تمام    من الأشعار التاريخية Icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 1:35 pm

بائية المتنبي لابي تمام
بمناسبة فتح عمورية ، واهتم الشاعر بالتحقير من شأن التنجيم والأحاديث الملفقة للمنجمين وأوضح أنه لم يجفل الخليفة العباسي من تخويف المنجمين له
-------------------------------------------------------------------------------------------------

1- السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ

فِي حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ

2- بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ فِي

مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ

3- والعِلْمُ فِي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً

بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ

4- أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا

صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

5- تَخَرُّصَاً وأَحَادِيثاً مُلَفَّقَةً

لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ

6- عَجَائِباً زَعَمُوا الأَيَّامَ مُجْفِلَةً

عَنْهُنَّ فِي صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ

وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ

إذَا بَدَا الكَوْكَبُ الْغَرْبِيُّ ذُو الذَّنَبِ

وَصَيَّروا الأَبْرجَ العُلْيا مُرَتِّبَةً

مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ

يقضون بالأمرِ عنها وهْيَ غافلةٌ

مادار فِي فلكٍ منها وفِي قُطُبِ

لو بيَّنت قطّ أَمراً قبْل مَوْقِعِه

لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثانِ والصُّلُبِ

فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ

نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ

فَتْحٌ تفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَهُ

وتَبْرزُ الأَرْضُ فِي أَثْوَابِهَا القُشُبِ

يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ

مِنْكَ المُنَى حُفَّلاً مَعْسُولَةَ الحَلَبِ

أبقيْتَ جِدَّ بَنِي الإِسلامِ فِي صَعَدٍ

والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ فِي صَبَبِ

أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى

جَعَلُوا فدَاءَهَا كُلَّ أُمٍّ مِنْهُمُ وَأَب

وَبَرْزَةِ الوَجْهِ قَدْ أعْيَتْ رِيَاضَتُهَا

كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ

بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَةٍ

وَلا تَرَقَّتْ إِلَيْهَا هِمَّةُ النُّوَبِ

مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ

شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْيَ لَمْ تَشِبِ

حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللهُ السنين لَهَا

مَخْضَ البِخِيلَةِ كانَتْ زُبْدَةَ الحِقَبِ

أَتَتْهُمُ الكُرْبَةُ السَّوْدَاءُ سَادِرَةً

مِنْهَا وكانَ اسْمُهَا فَرَّاجَةَ الكُرَبِ

جَرَى لَهَا الفَألُ بَرْحَاً يَوْمَ أنْقِرَةٍ

إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَاتِ والرِّحَبِ

لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ

كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ

كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَا مِنْ فَارسٍ بَطَلٍ

قَانِي الذَّوائِب من آني دَمٍ سَربِ

بسُنَّةِ السَّيْفِ والخطي مِنْ دَمِه

لاسُنَّةِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ

لَقَدْ تَرَكتَ أَميرَ الْمُؤْمنينَ بِها

لِلنَّارِ يَوْماً ذَليلَ الصَّخْرِ والخَشَبِ

غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْلِ وَهْوَ ضُحًى

يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ

حَتَّى كَأَنَّ جَلاَبيبَ الدُّجَى رَغِبَتْ

عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ

ضَوْءٌ مِنَ النَّارِ والظَّلْمَاءُ عاكِفَةٌ

وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فِي ضُحىً شَحبِ

فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ

والشَّمْسُ وَاجِبَةٌ مِنْ ذَا ولَمْ تَجِبِ

تَصَرَّحَ الدَّهْرُ تَصْريحَ الْغَمَامِ لَها

عَنْ يَوْمِ هَيْجَاءَ مِنْهَا طَاهِرٍ جُنُبِ

لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على

بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ

مَا رَبْعُ مَيَّةَ مَعْمُوراً يُطِيفُ بِهِ

غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ

ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ

أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ

سَماجَةً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها

عَنْ كل حُسْنٍ بَدَا أَوْ مَنْظَر عَجَبِ

وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ

جَاءَتْ بَشَاشَتُهُ مِنْ سُوءِ مُنْقَلَبِ

لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِنْ أَعْصُرٍ كَمَنَتْ

لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ

تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللهِ مُنْتَقِمٍ

للهِ مُرْتَقِبٍ فِي اللهِ مُرْتَغِبِ

ومُطْعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ

يوْماً ولاَ حُجِبَتْ عَنْ رُوحِ مُحْتَجِبِ

لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ

إلاَّ تَقَدَّمَهُ جَيْشٌ مِنَ الرعُبِ

لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً ، يَوْمَ الْوَغَى ، لَغَدا

مِنْ نَفْسِهِ ، وَحْدَهَا ، فِي جَحْفَلٍ لَجِبِ

رَمَى بِكَ اللهُ بُرْجَيْهَا فَهَدَّمَها

ولَوْ رَمَى بِكَ غَيْرُ اللهِ لَمْ يُصِبِ

مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا

واللَّهُ مِفْتاحُ بَابِ المَعقِل الأَشِبِ

وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ

للسَّارِحينَ وليْسَ الوِرْدُ مِنْ كَثَبِ

أَمانياً سَلَبَتْهُمْ نُجْحَ هَاجِسِها

ظُبَى السُّيُوفِ وأَطْرَاف القنا السُّلُبِ

إنَّ الحِمَامَيْنِ مِنْ بِيضٍ ومِنْ سُمُرٍ

دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ

لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيًّا هَرَقْتَ لَهُ

كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُرَّدِ العُرُبِ

عَداكَ حَرُّ الثُّغُورِ المُسْتَضَامَةِ عَنْ

بَرْدِ الثُّغُور وعَنْ سَلْسَالِها الحَصِبِ

أَجَبْتَهُ مُعْلِناً بالسَّيْفِ مُنْصَلِتاً

وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ

حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً

ولَم تُعَرجْ عَلى الأَوتَادِ وَالطُّنُبِ

لَمَّا رَأَى الحَرْبَ رَأْيَ العين تُوفَلِسٌ

والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ

غَدَا يُصَرفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها

فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ

هَيْهَاتَ ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ

عَن غَزْوِ مُحْتَسِبٍ لاغزْو مُكتسِبِ

لَمْ يُنفِق الذهَبَ المُرْبي بكَثْرَتِهِ

على الحَصَى وبِهِ فَقْرٌ إلى الذَّهَبِ

إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها

يَومَ الكَرِيهَةِ فِي المَسْلوب لا السَّلبِ

وَلَّى، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ

بِسَكْتَةٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ فِي صخَبِ

أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى

يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ

مُوَكلاً بِيَفَاعِ الأرْضِ يُشْرِفُهُ

مِنْ خِفّةِ الخَوْفِ لامِنْ خِفَّةِ الطرَبِ

إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم ، فَقَدْ

أَوْسَعْتَ جاحِمَها مِنْ كَثْرَةِ الحَطَبِ

تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ

جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ

يارُبَّ حَوْبَاءَ لمَّا اجْتُثَّ دَابِرُهُمْ

طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لَمْ تَطِبِ

ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ

حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيتَ الغَضَبِ

والحَرْبُ قائمَةٌ فِي مأْزِقٍ لَجِجٍ

تَجْثُو القِيَامُ بِه صُغْراً على الرُّكَبِ

كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَا مِن سَنا قمَرٍ

وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ

كَمْ كَانَ فِي قَطْعِ أَسبَاب الرقَاب بِها

إلى المُخَدَّرَةِ العَذْرَاءِ مِنَ سَبَبِ

كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً

تَهْتَزُّ مِنْ قُضُبٍ تَهْتَزُّ فِي كُثُبِ

بيضٌ ، إذَا انتُضِيَتْ مِن حُجْبِهَا

رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُبِ

خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ

جُرْثُومَةِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ

بَصُرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها

تُنَالُ إلاَّ على جسْرٍ مِنَ التَّعبِ

إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن رَحِمٍ

مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْرِ مُنْقَضِبِ

فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا

وبَيْنَ أيَّامِ بَدْرٍ أَقْرَبُ النَّسَبِ

أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسْمِهمُ

صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

من الأشعار التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة ابن حجر يمتدح الخليفة العباسي المصري المستعين بالله   من الأشعار التاريخية Icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 1:35 pm

بويع المستعين بالله العباس بن المتوكل  بالخلافة بعهد من أبيه في رجب سنة 808هـ ،وكان  السلطان يومئذ الملك الناصر فرج
وبعد سنوات  تمرد شيخ المحمودي علي  السلطان الناصر فرج
فلما خرج  السلطان (الناصر فرج) لقتال (شيخ المحمودي) دارت المعركة فلما انهزم جيش السلطان فرج  و قتل وكان  ذلك في المحرم سنة 815هـ بويع الخليفةالمستعين العباسي المصري  بالسلطنة مضافة للخلافة  
ونظراً لأن السلطات ستكون مطلقة فإن الخليفة المستعين  آثر ألا  يفعل ذلك إلا بعد التأكد من شدة تصميم  الأمراء  علي ذلك و توثق منهم بالأيمان المؤكدة  ورجع الجميع  إلي  مصر و هناك سيطر الخليفة المتوكل  علي مقاليد الحكم و الأمراء في خدمته و تصرف بتعيين أشخاص في مناصب ولاة الأقاليم وكبار موظفي الدولة وعزل آخرين   و ضربت العملات المعدنية باسمه  وهو الذي يوقع المراسيم والقوانين لتكون نافذة دون أخذ  موافقة مسبقة من الأمراء
و قام شيخ الإسلام (ابن حجر) بتأليف قصيدة مشهورة يشير إلي الوقائع ويمتدح الخليفة المستعين ويوضح رؤية الرأي العام تجاه  استحقاق السلطة
و نصها كما يلي :



الملك فينا ثابت الأساس ... بالمستعين العادل العباسي
 
رجعت مكانه آل عم المصطفى ... لمحلها من بعد طول تناس

ثاني ربيع الآخر الميمون في ... يوم الثلاثا حف بالأعراس

بقدوم مهدي الأنام أمينهم ... مأمون غيب طاهر الأنفاس

ذو البيت طاف به الرجال فهل يرى ... من قاصد متردد في الياس  

فرع نما من هاشم في روضه ... زاكي المنابت طيب الأغراس
 

بالمرتضى و المجتبى و المشتري ... للحمد و الحالي به والكاسي


من أسرة أسروا الخطوب و طهروا ... مما يغيرهم من الأدناس

أسد إذا حضروا الوغى و إذا خلوا ... كانوا بمجلسهم كظبي كناس

مثل الكواكب نوره ما بينهم ... كالبدر أشرق في دجي الأغلاس  


و بكفه عند العلامة آية ... قلم يضيء إضاءة المقباس

فلبشره للوافدين مباسم ... تدعى و للإجلال بالعباس

فالحمد لله المعز لدينه ... من بعد ما قد كان في إبلاس  

بالسادة الأمراء أركان العلى ... من بين مدرك ثأره ومواس

نهضوا بأعباء المناقب و ارتقوا ... في منصب العليا الأشم الراسي


تركوا العدى صرعى بمعترك الردى ... فالله يحرسهم من الوسواس


و إمامهم بجلاله متقدم ... تقديم بسم الله  في  القرطاس

لولا نظام الملك في تدبيره ... لم يستقم في الملك حال الناس

كم من أمير قبله خطب العلى ... و بجهده رجعته بالإفلاس  

حتى إذا جاء المعالي كفؤها ... خضعت له من بعد فرط شماس


طاعت له أيدي الملوك و أذعنت ... من نيل مصر أصابع المقياس

فهو الذي قد رد عنا البؤس في ... دهر به لولاه كل الباس


و أزال ظلما عم كل معمم ... من سائر الأنواع و الأجناس  

بالخاذل المدعو ضد فعاله ... بالناصر المتناقض الآساس

كم نعمة لله كانت عنده ... فكأنها في غربة و تناس

ما زال سر الشر بين ضلوعه ... كالنار أو صحبته للأرماس  

كم سن سيئة عليه أثامها ... حتى القيامة ما له من آس

مكرا بنى أركانه لكنها ... للغدر قد بنيت بغير أساس

كل امرىء ينسى و يذكره تارة ... لكنه للشر ليس بناس

أملى له رب الورى حتى إذا ... أخذوه لم يفلته مر الكاس  

و أدالنا منه المليك بمالك ... أيامه صدرت بغير قياس  

فاستبشرت أم القرى و الأرض من ... شرق و غرب كالعذيب و فاس

آيات مجد لا يحاول جحدها ... في الناس غير الجاهل الخناس


و مناقب العباس لم تجمع سوى ... لحفيده ملك الورى العباس

لا تنكروا للمستعين رئاسة ... في الملك من بعد الجحود الناسي  


فبنو أمية قد أتى من بعدهم ... في سالف الدنيا بنو العباس  


و أتى أشج بني أمية ناشرا ... للعدل من بعد المبيرالخاسي


مولاي عبدك قد أتى لك راجيا ... منك القبول فلا يرى من باس  

لولا المهابة طولت أمداحه ... لكنها جاءته بالقسطاس

فأدام رب الناس عزك دائما ... بالحق محروسا برب الناس

و بقيت تستمع المديح لخادم ... لولاك كان من الهموم يقاسي

عبد  صفا ودا و زمزم حاديا ... و سعى على العينين قبل الراس  

أمداحه في آل بيت محمد ... بين الورى مسكية الأنفاس


و لما وصل المستعين إلى مصر سكن في القلعة بينما  سكن (شيخ المحمودي) في الاسطبل !!
======
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من الأشعار التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: "عرابي وما جنى" ثاني قصائد أحمد شوقي في هجاء أحمد عرابي.   من الأشعار التاريخية Icon_minitimeالأحد يوليو 07, 2013 12:43 pm

حين عاد أحمد عرابي من المنفي إلي مصر لم يجد ترحيباً و نشرت جريدة اللواء من أحد مراسليها في السويس يصف فيها وصول عرابي، واستهانة الناس به،  ونشرت قصيدة هجاء لعرابي، تهكماً  به، واستهزاء بمن تبعوه، وسخرية من نسبه إلى الحسين بن علي، وفيها لوم لعرابي لأنه لم يمت في ميدان القتال، ورضي أن يُحاكَم، وقبل تخفيف الحكم عليه من الإعدام إلى النفي. وأبدي رغبته في  أن يقابل ملك انجلترا التي هزم جيشها  جيشه وسيطر علي مقاليد الحكم في مصر.
 

نص القصيدة :
 
أهلا وسهلا بحامــيها وفاديــها *** ومرحبـا وسلامــا يا عرابيهــا
 
وبالكرامة يا من راح يفضحها *** ومقدم الخـير يا من جاء يخـزيـهـا
 
وعد لها حين لا تـُغـْني مدافعها *** عن الزعيم ولاتجدي طوابيها
 
وارجع إليها فيالله فاتحها *** يوم الإياب ويالله غازيها
 
وانزل على الطائر الميمون ساحـَتـَها *** واجلس على تلها وانعق بواديها1
 
وبـِض لها بيضةً للنسر كافِلةً *** إن الدجاج عقيمٌ في نواحيهــا
 
واظْلِمْ صحيحَ البخاري كُلَّ آيَتِهِ *** ونَمْ عن الحرب واقرأ في لياليها2
 
واخرج القوم من مصر بخارقةِ *** تفوق "فاشودة" فيها وتنسيها3
 
من العجائب صاروا مِن أحِبـَّتها *** فيما زَعَمـْتَ وصاروا من أعاديها
 
كأن ما كان من حرْب ٍومن حَرَب ٍ *** عَتـْبُ المودةِ لا يودي بصافيها4
 
وضَعْ عِمامتك الخضراء من شرفٍ *** يَعرِفْك كلُّ جهول من أهاليها5
 
وقُصَّ رؤياك مكذوباً بمضحكها *** على البنين، ومكذوباً بمبكيها
 
فلست تـَعْدَمُ عُمياً من أكابـِرِها *** ولَسْتَ تـَعْدم بُكماً من أعاليها
 
ولَسْتَ تَعْدم في الأجواء ذا سَفـَهٍ *** يُحْصي الديون التي تَشـْكو ويَقـْضيها
 
قل للملك "إدورد" أصبت غِنىً *** عن الهنود وإرلندا وما فيها
 
هذا عرابي تمنى أن تقابلهُ *** وأن يَنالَ يَداً جَلَّت أياديها6
 
فَمُرَّ بإنكلترا تُزجي فيالِقَها *** وبالأساطيل تَدْوي في موانيها
 
ومُرَّ بلندرةٍ تبدو بزينتها *** وتنجلي للبرايا في مَجاليها
 
فأين "روبرس" منه إذ يُتَمِّمُها *** وأين "سيمور" منه إذ يوافيها؟
 
هذا الذي يعرف الإفرنج صولتهُ *** والبَرُّ يعلمها والبحر يَدريها؟
 
وسله بالله إن صافحت راحته *** ما نفسُهُ؟ ما مناها؟ ما مساعيها؟
 
وأين أيْمانُهُ اللاتي أشادَ بها *** ألا يُحَكَّم فيها غيْرَ أهليها
 
وأن يموت عزيزاً دون أرْبُعِها *** ولا يعيش ذليلاً في مغانيها
 
وقل لنا بلسان النيل تُوجعُهُ *** والنفس إن صَغُرَت لا شَيءَ يُؤذيها
 
تلك العظام بلا قبرٍ ولا كفن ٍ *** لولاك لم يَبْلَ في العشرينَ باليها7
 
فَاقْرَ السلام عليها حين تَنْدُبها *** وأمِّلِ العفوَ منها حين تَبكيها
 
وناجها مرة في العمر واحِدَةً *** لو كان سهلاً عليها أن تناجيها
 
اوردتها الموت لم تَبْلُغ بهِ شرفاً *** ولا توخيتَ بالأوطانِ تَنويها
 
يا بن الحسينِ، حُسينٌ ماتَ من ظمأ *** وأنت محتـَفِلٌ بالنفس تـُرويها
 
أبوة المصطفى ما زال يلبسها *** حرٌ قشيبُ ثياب العز ضافيها
 
حتى تنازعها في مصر صِبْيتُها *** دَعوى، وحتى تَرَدَّتها غوانيها
 
وأصبحت لجبان القوم مَنـْقَبة *** وزينةً لجهولِ القوم يُبديها
 
زعمت أنك أولى من أعِزتهـا *** بها، وأحنى عليها من مواليها
 
وكنتَ تطربُ إذ تتلى مَدائحـُها *** فأين دمعك إذ تُتلى مراثيها؟
 
-----------------
الهامش :
(1) - انعق: يعني اصرخ كالبومة  والبوم  مما يتشاءم الناس به، لأنه يرتبط بالخراب لكونه يحب المعيشة  بالأماكن الخربة.
 
(2) - صحيح البخاري: أحد كتب السنة النبوية المعتمدة. يشير إلى أن عرابي ومن معه انهمكوا في قراءة البخاري ليلة المعركة يودّون كسبها بتلك القراءة. وتلك عادة مملوكية.
 
(3) - فاشودة: مدينة سودانية على النيل الأبيض وإسمها الحالي  (كودوك) وكانت مسرحاً للتنافس بين فرنسا وإنجلترة في السيطرة على بلاد السودان والساحل. فقد دخل (ج.ب. مارشان) الفرنسي جنوب السودان، يقود حملة من الجنود السنغاليين، واستولى على "فاشودة" في يوليو 1898، فسارع كتشنر سِردار الجيش المصري في السودان لرده، وكادت تنشب الحرب بين الدولتين لولا أن سويت المشكلة لقضل الجهود البلوماسية، وانسحب مارشان، وتخلت فرنسا عن دعاواها في أعالي النيل.
 
(4) - الحرَب: الويل والهلاك.
 
(5) - عمامتك الخضراء: يشير إلى انتساب عرابي إلى الحسين بن علي.
 
(6) - إشارة إلى ما ذكره مراسل اللواء بالسويس في العدد 601 أن عرابي حدَّثه بأن ولي عهد إنجلترا كتب من كندا كتاباً يطلب فيه منه ألا يبرح سيلان حتى يقابله. فأجابه عرابي بأنه لا يقدر أن يقابل أهل الشرف بغير شرفٍ.
 
(7) - فوجئ الجيش المصري في معركة التل الكبير فقُتل منه عشرة آلاف مصري.
=============================
المصدر: (موسوعة المعرفة) نقلاً عن القصيدة  المنشورة في اللواء في العدد 600 بتاريخ 19-9-1901
وقد نُشرت القصيدة في اللواء  بعنوان " عرابي وماجني "  بدون توقيع، أو دلالة علي صاحبها وتبين فيما بعد أنها لأمير الشعراء أحمد شوقي الحزين علي سلوك أحمد عرابي الذي تسبب بدون قصد في الاحتلال البريطاني لمصر
وعلقت اللواء على القصيدة بقولها: "لئن أثارت عودة عرابي خواطر الكتاب فقد أثارت عواطف الشعراء ... ومن ذلك قصيدةٌ فريدةٌ في بابها جادت بها قريحة أبلغ الشعراء، وأشدهم إصابة للمقاتل بِسِنِّ يَراعه، رمى بها اليوم عن قوس اللواء في تلك الكبد الغليظة، وما من كلمة فيها إلا وهي سهم مسموم، لو أصاب حجراً صلداً لصدعه، وفيها من جد بالقول، وهزل المقول فيه، ما كشف الحجاب عن سخافة هذا وفساد أوهامه وترهاته وجهله وجبنه وما فيه من خلال أخرجته عن طور الرجال وجعلته أضحوكة الأطفال."
 
 
===================
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من الأشعار التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: من أشعار فتح صلاح الدين للقدس   من الأشعار التاريخية Icon_minitimeالسبت يوليو 13, 2013 10:06 pm

أمر السلطان ( صلاح الدين الأيوبي ) جيوشه أن ترتاح يستعدوا لفتح القدس, وطار في الناس الخبر, وعلموا عزم السلطان على ذلك فقصده العلماء والصالحون من أماكن عديدة تطوعًا, وجاؤوا إليه كجنود
وبدأت بشائر التحرير بزحف جيوش صلاح الدين نحو بيت المقدس الذي استمر 92 سنة تحت سيطرة النصارى الأوروبيين وضربت جيوش صلاح الدين الحصار المحكم على بيت المقدس .
وتذكر كتب التاريخ أن صلاح الدين عندما سار إلى بيت المقدس وصلته رسالة من أحد المأسورين في القدس فيها أبيات على لسان المسجد الأقصى:
يـــا أيـهــا الـمـلـك الــــذي --لمعـالـم الصلـبـان نـكــس
 
جــــاءت إلــيــك ظــلامـــة--تسعى من البيت المقدس
 
كـــل المـسـاجـد طـهــرت --وأنا على شرفـي منجـس
 
وبعد اشتداد الحصار على القدس طلب الصليبيون  الأمان ونزل ملك بيت المقدس يتذلل للسلطان صلاح الدين  ذلاً عظيمًا, فأجابهم صلاح الدين, ودخل المسلمون القدس ووفوا بالصلح المضروب مع النصارى, وشرعوا في تنظيف المسجد الأقصى مما كان فيه من الصلبان والرهبان والخنازير, وأعيد على ما كان عليه زمن المسلمين, وغسلت الصخرة بالماء الطهور وأعيد غسلها بماء الورد والمسك الفاخر, وأبرزت للناظرين, وقد كانت مستورة مخبوءة عن الزائرين, ووضع الصليب عن قبتها وعادت إلى حرمتها, وعفا السلطان صلاح الدين عن بنات الملوك ومن معهن من النساء والصبيان والرجال, ووقعت المسامحة في كثير منهم وشفع في أناس كثير فعفا عنهم, وفرق السلطان جميع ما قبض منهم من الذهب في العسكر, ولم يأخذ منه شيئًا مما يقتني ويدخر,
وكان رحمه الله كريمًا مقدامًا شجاعًا حليمًا وكان ذلك في بيت المقدس فقال: «لما تطهر بيت المقدس مما فيه من الصلبان والنواقيس والرهبان والقسس, ودخله أهل الإيمان, ونودي بالأذان وقرئ القرآن ووحد الرحمن, وكانت أول جمعة أقيمت في اليوم الرابع من شعبان, بعد يوم الفتح بثمان, فصف المنبر إلى جانب المحراب, وبسطت البسط وعلقت القناديل وتلي التنزيل, وجاء الحق وبطلت الأباطيل, وصفت السجادات وكثرت السجدات وأقيمت الصلوات, وأذن المؤذنون, وخرس القسيسون, وزال البؤس, وطابت النفوس, وأقبلت السعود, وأدبرت النحوس, وعُبِد الله الأحد الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ. وكبره الراكع والساجد, والقائم والقاعد, وامتلأ الجامع, وسالت لرقة القلوب المدامع, ولما أذن المؤذنون للصلاة قبل الزوال كادت القلوب تطير من الفرح في ذلك الحال, ولم يكن عيَّن خطيب فبرز من السلطان المرسوم الصلاحي وهو في قبة الصخرة أن يكون القاضي محيي الدين بن الزكي اليوم خطيبًا, فلبس الخلعة السوداء وخطب للناس خطبة سنية فصيحة بليغة, وذكر فيها شرف بيت المقدس, وما ورد فيه من الفضائل ووقد أورد الشيخ أبو شامة الخطبة في الروضتين بطولها
 
وكان أول ما قاله محيي الدين بن الزكي هو الآية القرآنية : "فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
ثم أورد تحميدات القرآن كلها, ثم قال: «الحمد لله معز الإسلام بنصره, ومذل الشرك بقهره, ومصرف الأمور بأمره, ومزيد النعم بشكره, ومستدرج الكافرين بمكره, الذي قدر الأيام دولاً بعدله من طله وهطله «يعني :الندى والمطر», الذي أظهر دينه على الدين كله, القاهر فوق عباده فلا يمانع, والظاهر على خليقته فلا ينازع, والآمر بما يشاء فلا يدافع, أحمده على إظفاره وإظهاره, وإعزازه لأوليائه ونصره أنصاره, حمد من استشعر الحمد باطن سره وظاهر إجهاره, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد, شهادة من طهر بالتوحيد قلبه, وأرضى به ربه, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله رافع الشكر وداحض الشرك, ورافض الإفك, الذي أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به منه إلى السموات العلى, إلى سدرة المنتهى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى" مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى"  وعلى خليفته الصديق السابق إلى الإيمان, وعلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول من رفع عن هذا البيت شعار الصلبان, وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان ذي النورين جامع القرآن, وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مزلزل الشرك, ومكسر الأصنام, وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان
فطوبى لكم من جيش ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية, والوقعات البدرية, والعزمات الصديقية, والفتوحات العمرية, والجيوش العثمانية, والفتكات العلوية, جددتم للإسلام أيام القادسية والوقعات اليرموكية, والمنازلات الخيبرية, والهجمات الخالدية, فجزاكم الله عن نبيكم أفضل الجزاء, وشكرًا لكم ما بذلتموه من مهجكم في مقارعة الأعداء, وتقبل الله منكم ما تقربتم إليه من مهراق الدماء, وأثابكم الجنة فهي دار السعداء, فاقدروا –رحمكم الله- هذه النعمة حق قدرها, وقوموا إلى الله بواجب شكرها فله النعمة بتخصيصكم بهذه النعمة وترشيحكم لهذه الخدمة "
......... إلى آخر ما جاء في الخطبة.
--------------------
وبعد أن تم هذا الفتح العظيم توافد إلى السلطان الشعراء والعلماء والكتاب والمؤرخون ينثرون أمامة من بلاغة الشعر وومما ورد قصيدة  الشاعر (أبو الحسن بن علي الجويني) المشهورة في تبجيل صلاح الدين وسلوكياته :
 
جنـد السمـاء لـهـذا المـلـك أعــوان --من شك فيهـم فهـذا الفتـح برهـان

هـذي الفتـوح فـتـوح الأنبـيـاء ومــالهـا-- سـوى الشكـر بالأفعـال أثمـان

أضحت ملوك الفرنج الصيدُ في يده --صيـدًا ومـا ضعفـوا يومًـا ومـا هانـوا

تسـعـون عـامًــا بـــلاد الله تـصــرخ --والإســلام أنـصـاره صــم وعمـيـان

فـالآن لبـى صـلاح الديـن دعوتـهـم --بـأمـر مــن هــو للمـعـوان مـعــوان

إذا طــوى الله ديــوان العـبـاد فـمـا --يُطـوى لأجـر صـلاح الـديـن ديــوان

------------------
وقال (محمد بن سعد ) نقيب الأشراف بالديار المصرية:

أتـرى منامًـا مــا بعيـنـي أبـصـر --القدس تفتـح والفرنجـة تُكسـرُ

ومليكهم في القيد مصفود ولم --يُر قبـل ذلـك لهـم مليـك يؤسـر

فُتح الشام وطُهر القدس الـذي --هو في القيامة للأنام المحشر

يا يوسف الصديق أنـت لفتحهـا --فاروقهـا عـمـر الإمــام الأطـهـر

ولأنـت عثمـان الشريعة بـعـده --ولأنـت فـي نصـر النبـوة حـيـدر


==========================
وكانت بنود الصلح التي تمت بين صلاح الدين والنصارى: «أن يسمح لهم بالخروج لمدة أربعين يومًا, يدفع الرجل منهم عشرة دنانير, والمرأة خمسة, والولد اثنين, ومن لم يستطع ذلك فهو أسير»
إلا أن السلطان صلاح الدين تجاوز بند المعاهدة وعامل الصليبيين معاملة عطف ورحمة وإحسان,فأعطى للنصارى العاجزين الذين تركهم أمراؤهم ولم يجدوا من يعينهم أعطاهم أموالاً ودواب لتحمل أثقالهم إلى ما يريدون.
وكانت إحدى نساء ملك من ملوك الروم قد ترهبت واستأذنت للذهاب إلى زوجها والمكث معه فإذن لها وسيرها إلى زوجها السجين للبقاء معه بقلعة نابلس واجتمعت مجموعة من النساء وتوسلن للسلطان في أزواجهن وأبنائهن, فرق لهن, وأمر بالإفراج عنهم, وفتح للعجزة والفقراء باب الخروج دون دفع جزية, وذكر كتاب الغرب من أمثال «ستيفن سن» «استانلي لين بول» الشيء الكثير في بر وإحسان صلاح الدين بالنصارى.
وأذن السلطان صلاح الدين لرجال الدين والناس كافة أن يحملوا معهم ما شاؤوا من المتاع والأموال, فأخذوا ما شاؤوا دون أن يعترضهم معترض, تاركين ما لا قبل لهم بحمله, فابتاعه المسلمون منهم.
وكان أحد البطارقة قد خرج بأمواله وذخائره, وكانت كثيرة جدًا لم يصرفها في فداء الفقراء والمساكين, فقيل للسلطان: «لم لا تصادر هذا فيما يحمل, وتستعمله فيما تُقَوّي به أمر المسلمين؟»
فقال صلاح الدين  في أدب : «لا آخذ منه غير العشرة الدنانير, ولا أغدر به».
 
كل هذا علي النقيض التام مما عامل به الصليبيون المسلمين   عندما انتزعوا القدس من أيدي العرب سنة 492هـ فإليك ما قاله «مل» المؤرخ الإنجليزي:
«كان المسلمون يُقتلون في الشوارع والبيوت, ولم يكن للقدسي من ملجأ يلجأ إليه من نتائج النصر, فقد فر بعض القوم من الذبح فألقى بنفسه من أعلى الأسوار, وانزوى البعض الآخر في القصور والأبراج وحتى في المساجد, غير أن هذا كله لم يخفهم عن أعين المسيحيين الذين كانوا يتبعونهم أينما ساروا
ولقد اندفع المشاة والفرسان وراء الهاربين, فلم يسمع في وسط هذا الجمع المكتظ إلا نزعات الموت وسكراته, ومشى أولئك المنتصرون فوق آكام من الجثث الهامدة وراء أولئك الذين يبحثون عن ملجأ أو مأوى
».
,
قال الشاعر:
ملكنـا فكـان العـدل منـا سجـيـة --فلمـا ملكتـم سـال الــدم أبـطـح
وحللتـم قتـل الأســارى وطالـمـا --غدونا على الأسرى نمن ونصفح
فحسبـكـم هــذا التـفـاوت بينـنـا --وكــل إنــاء بـالـذي فـيـه يـنـضـح

 
المصادر :
- سير أعلام النبلاء
-البداية والنهاية
-أبو شامة في كتابه الروضتين
-مقالة للمؤرخ  علي الصلابي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

من الأشعار التاريخية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من الأشعار التاريخية   من الأشعار التاريخية Icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2014 7:53 pm

وعن الانتصار في حرب القرم يقول عبد الله باشا فكري:
 
 
 
 
لقد جاء نصر اللَه وانشرح القلب  *** لأنّ بفتح القرم هان لنا الصعب  
وقد ذلت الاعداء في كل جانب *** وضاق عليهم من فسيح الفضا رحب
بحرب تشيب الطفل من فرط هولها *** يكاد يذوب الصخر والصارم العضب  
 إذا رعدت فيها المدافع أمطرت ***  كؤس منون قصرت دونها السحب
تجرّع آل الأصفر الموت أحمرا *** وللبيض في مسودّها ما تهم نهب  
 تراهم سكارى للظبا في رؤسهم ***  غناء ومن صرف المنايا لهم شرب
إذا وقعت ذات البروج وأبصروا  *** بها السور يتلو السجدة انفطر القلب  
 وان هز لدن الرمح غصن قوامه ***  فكل دم فيهم إلى قدّه صب
وما احمرّ خدّ السيف إلا وأصبحت *** رقابهم شوقاً لتقبيله تصبو
وقد غرّهم من قبل كثرة جيشهم *** فلم يغن عنهم ذلك الجيش والركب
وولوا يجدّون الفرار بعسكر *** تحكم فيه القتل والاسر والسلب
  وأين يسومون النجاة وخلفهم *** تسابقت الخيل المسوّمة الشهب
ولو سلموا من مرهف السيف أو خلوا *** بأنفسهم يولاً لأفناهم الرعب
فقد راعهم من آل عثمان دولة *** مجيدية دانت لها الترك والعرب  
 وجاء بشير النصر يشدو مؤرّخا *** لقد جاء نصر اللَه وانشرح القلب
 
 

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] <
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
 
من الأشعار التاريخية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تقسيمات العصور التاريخية
» الجمعيات التاريخية العربية
» تاريخ الصين (618-1911)
» استعراض أهم الأماكن التاريخية و الأثرية في اليمن
» روابط الكتب الالكترونية في مجال التاريخ- ج1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: نصوص ووثائق-
انتقل الى: