منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 هجرة الموريسكيين إلي تونس في القرن 17

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

هجرة الموريسكيين إلي تونس في القرن 17 Empty
مُساهمةموضوع: هجرة الموريسكيين إلي تونس في القرن 17   هجرة الموريسكيين إلي تونس في القرن 17 Icon_minitimeالسبت يناير 12, 2013 1:08 pm

هجرة الموريسكيين إلي تونس في القرن 17

الفترة(1609-1614):
عدد الموريسكيين الذين طردوا من إسبانيا في هذه الفترة = 300 ألف شخص ( حسب تقديرات سجلات الموانئ الأسبانية )
----------------------

عدد الموريسكيين الذين غادروا الأندلس واستوطنوا تونس  = 80 ألف شخص
لقد وجد الكثير من المطرودين في تونس ملاذا آمنا كغيرها من بلاد المغرب (أي الجزائر والمغرب)

كان للموريسكيين بتونس طابع خاص، وكانوا ينحدرون أساسا من مقاطعات قشتالة وأراغون وقطالونيا، لذلك كانوا أقل تشبعا بالثقافة العربية من نظرائهم:
موريسكيي بلنسية الذي هاجر أغلبهم إلى الجزائر
وموريسكيي أندلوسيا الذين اختاروا المغرب.
---------------------------
أسماء العائلات:
كان للموريسكيين بعد 120 عاما من سقوط غرناطة أسماء وألقاب إسبانية في إطار حملات تصفية ثقافتهم المستمرة طول القرن السادس عشر، وسرعان ما غيّر غالبيتهم أسماءهم  إلى أسماء عربية بمجرد استقرارهم بتونس

ولكن احتفظ الكثير منهم بلقبه العائلي الإسباني إلى يومنا هذا  مثل عائلات:
مورو
بلانكو
الكستيلي أي القشتالي
شورو
كاراباكا
طرويل

وهناك عائلات أندلسية قد تكون جاءت قبل الموريسكيين أو قد تكون غيرت إسمها الإسباني مثل :
عائلة بن عاشور
عائلة الإخوة

أيضا توجد بتونس ألقاب عائلات تحمل دلالة أندلسية واضحة مثل :
القرطبي نسبة إلي قرطبة
الشبيلي ( الإشبيلي) نسبة إلي اشبيلية
الغرنوطي تسبة إلي غرناطة
المالقي نسبة إلي ملقة
------------------------
الأنشطة والاستيطان بتونس :
قدوم 80 ألف موريسكي أندلسي إلي تونس وهم مسلمون لكن يتحدثون الإسبانية، جعل من الصعب اندماجهم السريع في المجتمع التونسي الذي كان مفكك الأوصال من الناحية العمرانية بعد قرن من الحروب والمجاعات والذي نهض للتو بعد الدعم الذي قدمّه له الأتراك، لذا حافظت الجماعة الموريسكية على خصائصها المتميزة خلال فترة طويلة..
كان العثمانيون يرغبون في إعادة إعمار البلاد، والإستفادة من مهارة الموريسكيين وما يمكن أن يجلبونه معهم من حرف او زراعات قد تساهم في بناء البلاد من جديد،

وقد تدخّل السلطان العثماني أحمد الأول (1603- 1617 ) لدى ولاة تونس وأمرهم بتنظيم استقبال الموريسكيين الأندلسيين والترحيب بهم ومنحهم الأراضي ووسائل المعيشة ( المصدر: وثيقة بهذا الصدد عرضها الدكتور التميمي مدير مركز الدراسات الموريسكية بتونس).
كان حاكم تونس أنذاك عثمان داي وكان شبه مستقل عن السلطان العثماني، ومن إجراءاته أنه أمر بعدم تحصيل رسوم على السفن التي كانت تحضر الموريسكيين إلى تونس، ومنحهم إعفاءات من المكوس والضرائب خلال سنوات طويلة وقدم الحماية الرسمية لهم، وتذكر المصادر أن أبو الغيث القشاش المسؤول عن الأوقاف في ذلك العهد قد طلب من سكان العاصمة تونس أن يستضيفوا القادمين من إسبانيا في بيوتهم وفتح أيضا للموريسكيين الأندلسيين أبواب المساجد، وهناك نص يتحدث عن شكوى أحد الأئمة من أن أطفال الموريسكيين يتبولون في المسجد مما يؤدي إلى نجاسته فأجابه أبو الغيث بأن " جدران المسجد لو تكلمت لنطقت بسعادتها بإيواء من هجروا وطردوا في سبيل دينهم"، وقد ساند أبو الغيث كذلك عملية تعليم القادمين الجدد شعائر الإسلام باللغة الإسبانية إذ كانوا لايعرفون العربية.
وسمح الحاكم (عثمان داي ) للموريسكيين الأندلسيين باختيار زعمائهم، وذلك رغبة منه في تنظيم أمور هذه الجالية،
أوّل زعيم لهم هو لويس زاباتا ( اسمه الإسباني ولا تذكر المصادر الإسم الذي اتخذه بعد ذلك) في حين تولى بعده بسنوات قليلة مصطفى كارديناس زعامة الجالية الأندلسية.
وسيطر الأندلسيون الذين استوطنوا تونس العاصمة على الحرف، فاحتكروا صناعة الشاشية أوالطاقية الطليطلية، فشاع تصنيعها في البلاد واتخذها التونسيين كغطاء لرؤوسهم، كما كان لهم مجموعة من الأشراف الذين أسسوا مدرسة هي "مدرسة الأندلسيين" واستطاعوا تكوين أحياء في قلب العاصمة مع إقطاعيات زراعية غير بعيد عنها، فاستقرت بعض العائلات في الحي المرتفع بالقرب من القصبة وقصر الحاكم، ويعرف إلى الأن هذا المكان بشارع الأندلسيين، وقدأقام الحرفيون بالأرباض، خاصة في الجزء الشمالي من المدينة القديمة في العطارين( حي العطارين) وباب سويقة ( حيث شيدوا مسجدا لا يزال إلى الأن) وحي الفخارين وكانت لهم بساتين بالقرب من "البيغة" ( شارع ترونجة الحالي ) خارج العاصمة تونس،
وفي مدينة بنزرت ذلك الميناء العسكري المهم في أقصى شمال البلاد، أنشأ الموريسكيون ربضا غرب الأسوار، ولايزال حتى اليوم يعرف بـ"حومة الأندلس"،
واستوطن الموريسكيون ميناءاً عسكرياً ثانياً غير بعيد عن الأول وهو "غار الملح"، وتقع هذه القرية وسط الطريق بين تونس وبنزرت، وقد صممت لحراسة مدخل خليج تونس العاصمة، وهي محاطة بقرى زراعية استوطن بعضها موريسكيون أيضا، وتجد في المناطق الريفية المحيطة بالعاصمة شكّل الموريسكيون نظما زراعية وبنوا قرى صغيرة على نمط مختلف عن نظيره المغاربي.
-------------------------

والقرى الأندلسية بتونس موزعة على أربع مناطق كبيرة:
1- حوض نهر مجردة والماطق المحيطة بالعاصمة، وإن كان الوجود الأندلسي هناك يعود إلى القرن 13 ولا يقتصر فقط على الموريسكيين
2- السهول الشمالية الموجودة على الطريق بين تونس وبنزرت
3- السهول الشمالية الموجودة بين تونس ومدينة نابل
4- منطقة زغوان بجوار الجبل الذي يوفر الماء لتونس العاصمة
وكل واحدة من هذه المناطق تتمتع بخصائص معمارية وحضرية ظلّ بعضها موجودا حتى اليوم، مثل قرية تستور وحفلات الموشحات الأندلسية التي تقام بها كلّ صيف، ومدينة غرمباليا ( لاحظوا طابع الإسم الإسباني للمدينة) التي شيدها مصطفى كارديناس زعيم الموريسكيين.
أما الموريسكيون الذين استقروا بعيدا عن العاصمة، فقد فقدوا بسرعة طابعهم الأندلسي واندمجوا مع النسيج المجتمعي المحلي.

------------------------------
أما عن استمرار أثر الثقافة الإسبانية لدى الموريسكيين الأندلسيين بعد طردهم، فقد تم السماح بتعليم شعائر الإسلام لهؤلاء باللغة الإسبانية لجهل أغلبهم بالعربية أو ضعفها لديهم، وتوجد بتونس اليوم مخطوطات باللغة الإسبانية كتبها هؤلاء مثل مخطوطة إبراهيم الطبيلي، ولكن يبدو أن إجادة اللغة اللغة الإسبانية لم تتجاوز حدود الجيل الأول من الموريسكيين المهجّرين من إسبانيا، ورغم ذلك كتب دبلوماسي إنجليزي في الربع الأول من القرن 18 أنه وجد شخصين قادرين على تكلم الإسبانية بقرية تستور ( بعد حوالي مائة عام من قرار الطرد سنة 1609)

وقد تحدث المؤرخ والمستشرق الإسباني (فرانسشكو خيمينيث) عن أنه في بعض القرى التونسية قرب العاصمة كان الناس يرددون أغان بها مفردات إسبانية وأن كبار السن كانوا يتحدثونها أو قادرين على فهمها بل هو نفسه – خيمينيث – استعمل مرافقا ومعاونا له موريسكيا تونسيا اسمه محمد كورال (تارخ رحلة خيمينيث إلى تونس يعود إلى منتصف القرن السابع عشر، أي أربعين عاما فقط بعد طرد الموريسكيين الأندلسيين، وبالتالي كان من الطبيعي بقاء أثار من الثقافة الإسبانية ).
-------------------------------
أسهم الموريسكيون في التطور العمراني الذي شهدته تونس في القرنين 17و18 (
قدوم 80 ألف شخص في بلد صغير كتونس يكون له أثر معتبر .
وقد استفادوا من النماذج العمرانية الشرقية التي شجّع عليها العثمانيون، ونجد تماثلا للدور الذي قام به  في سهول متيجة بالجزائر، ففي سهول الشمال حول العاصمة شكلت المناطق الزراعية التي استوطن أغلبها هؤلاء مصدرا مهما لإمداد العاصمة تونس بالمنتجات الزراعية والحرفية اليدوية الأولية

قرية تبوربا  بتونس كانت قرية موريسكية وتقع علي مسافة  40 كيلومتر غرب العاصمة
وقد درس الباحث "القفصي" تزويد هذه القرية  للعاصمة بالزيوت وإثراء أهلها تبعا لإحتكارهم لهذا الخط من التجارة ومنافستهم لأهل صفاقس في الجنوب وسوسة في الوسط في هذا المجال،
ودرس نفس الباحث أيضا قنوات الري التي شقها الموريسكيون في ( منطقة الباطان ) بضواحي العاصمة لتزويد أحياءها وبساتينها بالمياه، كما كان للمساجد التي ساهموا في بناءها أيضا طابع أندلسي خاص ( يلاحظ ذلك إلى الأن بمساجد : تستور، مجاز الباب، قرية العالية قرب بنزرت وبمدينة بنزرت).

----------------------
المهن التي مارسها الموريسكيون أو تخصصوا فيها :
1-صناعة الطاقية الحمراء ( كان وجودها سابقا للطربوش التركي بـ200 سنة )
2-بعض المنسوجات كالحرير
3-تجارة وصناعة الجلود ( وقد احتكرها بعدهم اليهود التونسيون – انظر : دراسة تاريخ الحرف بتونس لابن عاشور)
4- التجارة بين الموانئ :كان بعضهم تجارا استغلوا معرفتهم بالبحر المتوسط ليمارسوا التجارة بين موانئه،
5- مساعدة العثمانيين  في الجانب العسكري لتخطيط وإنشاء بعض الموانئ العسكرية، وفي القرصنة والجندية وصنع المدافع.
--------------------------
وبمرور الوقت :
تضاءل الطابع الأندلسي الموريسكي  للموريسكيين بتونس واندمجوا في النسيج المجتمعي بالبلاد، غير أن الدارسين والباحثين قد أماطوا اللثام عن هذه الأثار التي طبعت المجتمع التونسي الذي مسّه تغير كبير بوفود هذه الموجة من المضطهدين، وقد غير هؤلاء وجه الشمال التونسي العمراني والحضاري


المصادر :
- وثائق مركز الدراسات الموريسكية بتونس
- دراسة تاريخ الحرف بتونس لابن عاشور
- سجلات المواني الاسبانية
- أوراق  المؤرخ والمستشرق الإسباني (فرانشيسكو خيمينيث)
- بحث للباحث القفصي عن المورسكيين
- منتدي التاريخ
- مصادر أخري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هجرة الموريسكيين إلي تونس في القرن 17
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هجرة الإيطاليين الي مصر في القرن 19
» نشأة الأحزاب المصرية
» ملامح عن هجرة الشوام إلي مصر في القرون 19و20و21
» هجرة الأرمن إلى مصر
» نشوء السلالة البشرية (E3b) منذ 24 ألف عام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: من أرشيف 2013-
انتقل الى: