الأزمة المالية الأمريكية

20-9-08
 اقتراح إدارة بوش‏,‏خطة تتكلف 700 مليار دولار لإنقاذ وول ستريت‏,‏ كانت سترخص لوزارة المالية بانفاق ما يصل إلي‏700‏ مليار دولار لشراء سندات متدنية القيمة مدعومة عقاريا من البنوك بهدف إعطاء دفعة لأسواق المال المتراجعة‏.‏

وتعد هذه الخطة أكبر تدخل حكومي في الاقتصاد الأمريكي منذ الكساد الكبير الذي حدث في الثلاثينيات من القرن الماضي‏.‏
النسخة الأصلية من الخطة التي تقدمت بها الإدارة الأمريكية تقع فقط في ثلاث صفحات
---------

25-9-08
الرئيس الامريكي جورج بوش في خطاب تليفزيوني  استهدف اقناع الجمهور بدعم خطة انقاذ مالية

قال بوش ان غريزته تدعو الى معارضة أي تدخل حكومي في الازمة المالية ولكن التقلبات المالية تحتاج الى اسلوب تعامل مختلف.

واضاف "أنا أؤمن أن الشركات التي تأخذ قرارات سيئة ينبغي تركها تواجه الافلاس. في الظروف العادية كنت سأتبع هذا المسار ولكن هذه ليست ظروفا عادية."

واستشهد بأن السوق لا تعمل كما ينبغي وبفقدان الثقة على نطاق واسع وتعرض قطاعات مالية رئيسية لخطر التوقف عن العمل تماما.

حذر بوش  الشعب الامريكي من أن الولايات المتحدة في منتصف أزمة مالية خطيرة قد تزج بالاقتصاد في براثن كساد طويل الأجل ما لم تتحرك الحكومة.

وقال بوش:
" ان مزيدا من المتاعب المالية قد يؤدي الى انهيار مزيد من البنوك وهبوط أسواق الاسهم بشكل أكبر واغلاق شركات ومؤسسات وضياع وظائف وتراجع قيمة المساكن.
وفي نهاية الامر فقد تتعرض بلادنا لكساد طويل ومؤلم. اخواني المواطنين.. يتعين علينا ألا ندع هذا يحدث."
---------------
25-9-08
من ناحية أخرى أصدر المرشحان الرئاسيان الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون مكين بيانا مشتركا يحث المشرعين على التعاون والتوصل لاتفاق لانقاذ القطاع المالي الامريكي لتفادي "كارثة اقتصادية".

وفي بيان من ثلاث فقرات قال الاثنان انه حان الوقت لان يتكاتف الحزبان من اجل مصلحة الشعب الامريكي

28-9-2008
انتهاء التفاوض بين ادارة بوش والكونجرس علي هذه الخطة لمدة أسبوع من المفاوضات الشاقة
وانتهي باتفاق قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس علي مشروع قانون‏ الخطة المعدلة لطرحها للتصويت علي الكونجرس


وأدخل قادة الكونجرس تعديلاتهم علي النسخة الأصلية من الخطة التي تقدمت بها الإدارة الأمريكية في ثلاث صفحات حتي انتهت إلي‏106‏ صفحات‏.‏

وقد نشرت الخطة علي موقع لجنة المالية في مجلس النواب علي شبكة الإنترنت‏.‏

وتضمنت نصوص النسخة المعدلة:
1- إجراءات رقابية أكثر صرامة‏.
يتم تشكيل لجنة مراقبة لمتابعة تنفيذ الخطة علي أن تكون من رئيس الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي‏,‏ ووزير الخزانة‏,‏ ورئيس لجنة تبادل السندات‏.‏

وستكون هذه اللجنة واحدة ضمن أربع جهات رقابية علي عملية تنفيذ الخطة‏,‏ يشارك فيها مكتب الخزانة ومفتش عام مستقل اللذان سيراقبان أعمال وزير الخزانة‏.‏
‏
2- تخصيص‏250‏ مليار دولار بشكل فوري للحكومة الفيدرالية بما يسمح لها بشراء الأصول بالمؤسسات المالية المتعثرة‏.‏

3-يمكن للرئيس الأمريكي انفاق مائة مليار دولار إضافية في شراء الأصول المتعثرة‏,‏ إلا أن الخطة تعطي الكونجرس حق النقض الفيتو لأي انفاق يتجاوز ذلك الحد‏.‏

وتضع الخطة سقفا للانفاق لايتعدي‏700‏ مليار دولار‏.‏

وتتضمن الخطة بندا تحصل بموجبه الشركات علي تأمين في مواجهة هبوط الأصول بالإضافة إلي قدرتها علي بيع أصولها للحكومة‏ الأمريكية

4- الخطة تركت مسألة احتمال تكبد دافعي الضرائب خسائر وعدم استردادهم لأموالهم التي ستشتري بها الحكومة أصولا متعثرة‏,‏ سؤالا مفتوحا بلا إجابة سيكون علي الرئيس القادم للولايات المتحدة معالجته‏.‏
---------------
مواقف :

**سارع الرئيس بوش إلي الترحيب باتفاق قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس علي مشروع القانون‏.‏ واعتبر أنه سيتيح تجنب أزمة تهدد الاقتصاد الأمريكي برمته‏,‏ كما يبعث برسالة قوية إلي أسواق العالم أجمع عن ارادة الولايات المتحدة في استعادة الثقة والاستقرار لنظامها المالي‏.‏
**نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب بالكونجرس قالت ان هذه الخطة ليست عملية انقاذ لمؤسسات وول ستريت بل رسالة لوول ستريت مفادها أن عهد المظلات الذهبية لمسئوليتها قد إنتهي‏.‏
وأكدت بيلوسي أن كل الصفقات التي ستبرمها الدولة في إطار هذه الخطة ستنشر علي الإنترنت لضمان الشفافية‏.‏

** وزير الخزانة هنري بولسون قال أن التحرك السريع والفعال والمنسق بين الحزبين يبعث بمؤشر إلي المستثمرين الصغار والكبار‏,‏ داخل وخارج الولايات المتحدة‏,‏ بأن الحكومة الأمريكية ملتزمة باتخاذ تدابير ضرورية لحماية اقتصادها‏.‏
وأضاف أن مشروع القانون سيزيد من قدرة المؤسسات المالية علي منح أرصدة تساعد علي استحداث فرص عمل‏.‏

**وقال بعض الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب أن اعتراضاتهم علي النسخة الأولي من خطة الإنقاذ قد أعطت فرصة لتحسين الخطة‏.‏

**أبدي مرشحا انتخابات الرئاسة الأمريكي الجمهوري (جون ماكين ) والديمقراطي (باراك أوباما ) تأييدا حذرا للخطة‏,‏ فيما أكد كل منهما أن ملاحظاته قد تم تضمينها في مشروع القانون الجديد‏.‏

29-9-08
‏ رفض مجلس النواب الأمريكي بأغلبية‏228‏ صوتا من الحزبين مقابل‏205‏ أصوات خطة بوش لانقاذ القطاع المالي الامريكي لتفادي كارثة الكساد.
وكان بعض أعضاء الكتلة الجمهورية بالكونجرس عارضوا الخطة حتي أن ريتشارد شيلبي العضو في اللجنة المصرفية رفض المشاركة في المفاوضات بشأن الخطة بسبب رفضه لمبادئها في حد ذاتها‏.‏
وأثار الرافضون تساؤلات عن مدي الحاجة إليها‏,‏ وشكوك عما إذا كانت ستجدي نفعا‏.‏

‏
‏
‏16‏ سبتمبر‏2008:‏

اسوأ ازمة منذ مائة عام‏,‏ رابع اكبر بنك امريكي ليمان براذرز يعلن افلاسه‏,‏ صدمة عنيفة باسواق المال العالمية وتراجع حاد بالبورصات‏.‏
--------------------
‏17‏ سبتمبر‏2008:
هبوط الدولار الامريكي متأثرا بتطورات افلاس البنك الامريكي حيث قفز اليورو الي‏4416,1‏ دولار مقارنة بـ‏1,.4225‏ دولار‏.‏

‏ اعلن بنك اوف امريكا انه سيشتري بنك ميريل لينش الذي تأثر بدوره سلبيا وتعثر في إتمام صفقة بـ‏50‏ مليار دولار‏,‏وذلك بسبب ازمة الرهن العقاري بالولايات المتحدة الامريكية‏.‏

‏ تدهور اسعار الاسهم في العالم لليوم الثاني تأثرا بالازمة العقارية الامريكية‏.‏

‏البنوك المركزية تضخ مئات المليارات من الدولارات لتوفير السيولة‏,‏ جهود مكثفة لانقاذ كبري شركات التأمين الامريكية من خطر الافلاس‏.‏
‏
‏ شهدت اسعار البترول انحفاضا حادا في اسواق اسيا وسط مخاوف من تفاقم الازمة المالية في الولايات المتحدة‏.‏
‏
‏ بورصات اسيا واوروبا تشهد تراجعا حادا وداو جونز يسجل ادني انخفاض له منذ هجمات سبتمبر‏.‏
--------------------
‏20‏ سبتمبر‏2008:‏ خطة عاجلة تتكلف تريليون دولار تتضمن شراء الحكومة لاصول المؤسسات المتعثرة‏.‏ بوش يطالب الامريكيين بالثقة في اقتصادهم‏.‏
--------------------
‏21‏ سبتمبر‏2008:‏
برنامج حكومي امريكي بقيمة‏800‏ مليار دولار‏,‏ لشطب الاصول المتعثرة من سجلات الشركات المالية‏.‏

‏ المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يعلن موافقته علي طلب بنكي جولدمان ساكس ومورجان ستانلي بالتحول الي شركتين قابضتين حتي يتاح لهما الحصول علي قروض ائتمانية‏.‏

‏ ادارة بوش تحذر من تباطؤ اقرار خطة الانقاذ مما سيؤدي الي عواقب جسيمة منها هوة البطالة والانكماش الاقتصادي‏.‏
--------------------

‏26‏ سبتمبر‏2008‏

الكونجرس الامريكي يضع مشروع قانون نهائيا لانقاذ وول ستريت‏.‏

‏ بوش وقادة الكونجرس يفشلون في التوصل الي اتفاق حول خطة انقاذ الاقتصاد الامريكي‏.‏ واعلن بوش ان رفض الخطة سيؤدي الي تدهور اسواق المال وانهيار البنوك والبطالة‏.‏
--------------------
‏27‏ سبتمبر‏2008
‏ في اكبر انهيار في التاريخ المصرفي الامريكي‏,‏ الحكومة الامريكية تغلق مؤسسة واشنطن ميوتيوال وتبيع اصولها لبنك جيه بي مورجان ب‏9,1‏ مليار دولار‏.‏
--------------------
‏28‏ سبتمبر‏2008‏
فشل اجتماع الرئيس الامريكي بوش والمرشحين للانتخابات الرئاسية الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك اوباما ونواب الكونجرس للتوصل حول اتفاق لتنفيذ خطة الانقاذ المالي التي اقترحها وزير الخزانة هنري بولسون وتدعو لضخ‏700‏ مليار في الاسواق لاحتواء الازمة المالية‏.‏
--------------------
‏ أول أكتوبر‏2008
‏ مجلس الشيوخ يقر خطة الإنقاذ المالي بعد رفض مجلس النواب له في تصويت أول‏.

=============
المصدر = مقال بجريدة الأهرام عدد 5-10-2008 من تحرير الصحفية ‏داليا مصطفي سلامة‏.

صوت مجلس النواب الأمريكي مساء يوم الجمعة 3-10-2008 لصالح الموافقة علي مشروع قانون خطة الانقاذ المالي المعدلة بأغلبية‏263‏ صوتا مقابل‏171‏ صوتا‏,

‏ وذلك بعد أن كان المجلس قد رفض صيغة أولي للخطة يوم الاثنين 29-9-2008

‏ بينما كان مجلس الشيوخ قد وافق علي الصيغة المعدلة التي تضمنت زيادة حد التأمين علي ودائع المواطنين في المصارف إلي‏250‏ الف دولار بدلا من‏100‏ ألف دولار في السابق‏,‏ ومنح إعفاءات ضريبية تبلغ قيمتها‏110‏ مليارات دولار‏.‏

يقول الصحفي المعروف ابراهيم نافع في عموده بالأهرام يوم 5-10-2008

وقع الرئيس الأمريكي علي ماأسمي (قانون دعم الاستقرار الاقتصادي العاجل للعام‏2008‏ )عقب موافقة مجلس النواب مباشرة‏,‏ وتأتي هذه السرعة بعد خلاف شديد حول بنود الخطة فاقم منه إجراء انتخابات الرئاسة وانتخابات الكونجرس بعد نحو شهر من الآن‏,‏ وكان الخلاف من أجل الحصول علي الأصوات هو ذاته الدافع لسرعة الموافقة علي الخطة‏,‏ لأن أحدا ماكان بامكانه أن يتحمل أمام جمهور الناخبين مسئولية القول أنه كان السبب في ركود اقتصادي عميق يعد وبالا علي أمريكا والعالم‏.‏

مع ذلك فان السياسيين في كلا الحزبين مازالوا يحاولون تأكيد تمايزهم‏,‏ فالرئيس بوش ذاته وهو يوقع علي الخطة أكد إيمانه بضرورة عدم تدخل الحكومة في الاقتصاد إلا في حالات الضرورة‏,‏ وأكد أن الخطة تهدف لتجاوز العاصفة المالية‏,‏ بينما علي الجانب الآخر ذكرت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية أن الاقتصاد الحر المعمول به في الولايات المتحدة جزء من النظام الديمقراطي‏.‏ لكن تركه بالفترة الأخيرة من دون مراقبة خلق حالة فوضي‏,‏ وأن الوضع الآن مختلف ونحن الآن نفكر بالمستقبل‏.‏ وحاول بعض الديمقرطيين تأكيد تمايزهم أكثر فأكثر باعلان مخاوفهم من أن الخطة ربما تساعد بنوكا كبيرة دون أن تفعل الكثير لأصحاب المنازل المتعثرين‏,‏ بينما ركزت الأغلبية التي وافقت علي الخطة أنها ضرورية للحيلولة دون أن تتسبب مشكلات وول ستريت في كارثة مالية واقتصادية محتملة‏.‏ يبقي السؤال المهم الآن هو هل ستنجح هذه الخطة في منع ركود اقتصادي أمريكي وعالمي محتمل؟ أم أنها ستخفف فقط من آثار عدم الاستقرار المالي؟ يبدو أن الآراء تختلف بشدة إلي حد أن بعض ثقاة الاقتصاديين ومنهم من حصل علي جائزة نوبل يقولون إننا ماضون في طريقنا إلي ركود اقتصادي عالمي برغم أنف هذه الخطة التي تم الموافقة عليها بشق الأنفس‏.

في 4-10- 2008 ألقي بوش كلمته الإذاعية الأسبوعية
اعترف بوش بأن عملية التصويت علي خطة انقاذ النظام المالي في الولايات المتحدة‏,‏ كانت صعبة للغاية‏,‏ وهنأ أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي علي إقرار الخطة التي تتكلف‏700‏ مليار دولار‏.‏

وتحفظ علي نتيجة الخطة قائلاً أن نتائج الخطة لن تكون بشكل فوري‏ و أن التحسن المرتقب في القطاع المالي سيستلزم وقتا‏,‏ وأضاف أن الحكومة الفيدرالية ستتكفل بتطبيق خطة الانقاذ بوتيرة حذرة ومتناسقة للتحقق من أن خطوات تنفيذها تسير علي مارام‏.‏

وأكد أن التكلفة النهائية للخطة علي دافعي الضرائب ستكون أقل بكثير من مبلغ‏700‏ مليار دولار‏,‏ لأنه مع الوقت سترتفع علي الأرجح قيمة الأصول الهالكة في البنوك الأمريكية التي تعتزم الحكومة شراءها‏.‏

وقال إن هذا يعني أن الحكومة ستتمكن في نهاية المطاف من استعادة قسم كبير يمكن أن يصل الي إجمالي الـ‏700‏ مليار دولار‏,‏ التي سيتم انفاقها لانقاذ القطاع المالي الأمريكي‏.‏
-------------------
الكونجرس الأمريكي
‏ عبر أعضاء الكونجرس الأمريكي عن أملهم في أن يؤدي إقرار خطة الانقاذ الي تفاؤل في أوساط المستثمرين وأسواق المال‏.‏
------------
مرشحا الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية
حذر كلاهما‏ من أن خطة انقاذ القطاع المالي لا تعدو كونها مجرد حلا مؤقتا‏

‏ وقال المرشح الجمهوري جون ماكين إنه ستكون هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية‏.‏

أما المرشح الديمقراطي باراك أوباما‏,‏ فأشار الي أن هناك مشكلات ضخمة أخري من بينها الارتفاع السريع لمعدلات البطالة‏.‏
----------------------
‏,‏ أثنت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي‏,‏ علي ما وصفته بجهود أوباما للمساعدة علي إقرار خطة الانقاذ المالي‏[u]