منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

 عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876 Empty
مُساهمةموضوع: عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876    عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 02, 2011 10:15 pm




السلطان العثماني  عبد الحميد الثاني ابن الخليفة عبد المجيد  (1293- 1328هـ)

 عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876 20110213510395


ولد عبد الحميد الثاني ابن السلطان عبدالمجيد يوم الأربعاء (16 شعبان 1258 هـ = 22 سبتمبر 1842م)



أما أمه فهي "تيرمشكان" جركسية الأصل توفيت عن 33 عاما، ولم يتجاوز ابنها عشر سنوات، فعهد بعبد الحميد إلى زوجة أبيه "بيرستو قادين" التي اعتنت بتربيته، وأولته محبتها؛ لذا منحها عند صعوده للعرش لقب "السلطانة الوالدة".

تعلم عبد الحميد اللغتين العربية والفارسية، ودرس الكثير من كتب الأدب والدواوين الشعرية والتاريخ والموسيقى والعلوم العسكرية والسياسية، وكان يحب مهنة النجارة ويقضي فيها الوقت الكثير، وما تزال بعض آثاره النجارية موجودة في المتحف.

توفي والده وعمره 18 عامًا، وصار ولي عهد ثان لعمه "عبد العزيز"، الذي تابع نهج أخيه في مسيرة التغريب والتحديث، واستمر في الخلافة 15 عاما شاركه فيها عبد الحميد في بعض سياحاته ورحلاته إلى أوروبا ومصر.

التقى عبد الحميد في خلافة عمه بعدد من ملوك العالم الذين زاروا إستانبول. وعُرف عنه مزاولة الرياضة وركوب الخيل والمحافظة على العبادات والشعائر الإسلامية والبعد عن المسكرات والميل إلى العزلة، وكان والده يصفه بالشكاك الصامت.

قتل السلطان عبد العزيز في مؤامرة دبرها بعض رجال القصر، واعتلى العرش من بعده مراد الخامس شقيق عبد الحميد، ولكنه لم يمكث على العرش إلا 93 يومًا فقط، حيث تركه لإصابته باختلال عقلي.

درس عبد الحميد على يد أشهر الأساتذة الموجودين في إستانبول مختلف الدراسات الدينية واللغوية والأدبية. وتعلم اللغة الفارسية والعربية والفرنسية. كما درس اللغة الإيطالية. وكان مثقفاً للغاية.

آل إليه الحكم العثماني من سنة 1293هـ بعد خلع أخيه مراد في ظروف حرجة للدولة العثمانية.

بويع عبد الحميد بالخلافة في (9 شعبان 1293 هـ = 31 أغسطس 1876)، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، وهو الخليفة السابع والعشرون في الخلفاء العثمانيين،

عندما صعد علي عرش الدولة العثمانية كانت  الدولة في ضعف وركود, سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي,وكانت الأوضاع الداخلية والخارجية للدولة تتطلب رجلاً قوياً، ذا حنكة سياسية، ومقدرة فائقة في حل مشاكلها يوم استلم الحكم وهي مشاكل مثل::

1- حركة أنصار التغريبالذين  يطالبون بالدستور حسب الشعارات الغربية.

2-  الثورات في البلقان تفتك بجسم الدولة.

3-التهديدات الروسية خطيرة



اجتمعت الدول الكبرى في إستانبول في مؤتمر "ترسخانة" في (5 ذي الحجة 1293 = 23 ديسمبر 1876م)، لمناقشة الحرب القادمة، وتزامن ذلك مع إعلان المشروطية الأولى (الدستور)، ثم افتتاح مجلس المبعوثان (النواب) المنتخب من الولايات العثمانية المختلفة، حيث بدأت الخطوات الحثيثة نحو النظام البرلماني.  ومع دق طبول الحرب العثمانية الروسية سحبت الدول الكبرى سفراءها من إستانبول، وتركت العثمانيين وحدهم أمام الروس.

وقعت الحرب في منتصف عام (1294 هـ = 1877م)، وعرفت بحرب 93، وتعد من كبرى حروب ذلك الوقت، ومني فيها العثمانيون بهزيمة كبيرة، واقترب الروس من إستانبول لولا تكتل الدول الأوروبية ضد روسيا، وحضور الأسطول الإنجليزي إلى ميناء إستانبول، وأُمليت على العثمانيين معاهدتي صلح هزليتين هما: آيا ستافانوس، وبرلين، اقتطعت فيهما بعض أراضي الدولة العثمانية، وفُرضت عليها غرامات باهظة، وهُجّر مليون مسلم بلغاري إلى إستانبول.


حاول أن يحل المشاكل وينهض بدولته و يحرر المسلمين من نفوذ أوربا بتوحيد الكلمة  فنادى بالجامعة الإسلامية, وحاول القضاء على الفساد في بلاده, وحاول أن يتجنب الصدام داخليًّا وخارجيًّا ولكن لم تكن أوربا لتتركه يوقظ الدولة التي نامت , بل سعت بكل الطرق الممكنة لإحباط محاولاته وحاولت إحاطته بالمشاكل الداخلية والخارجية حتى لا تترك له الفرصة لتكوين دولة قوية ناهضة  تدخل في صراع مع السياسات الأوروبية والاستعمارية.


انتشار مفاهيم القومية في أنحاء الدولةالعثمانية:
انتشرت في أنحاء الدولة العثمانية مفاهيم القومية بصورةصارخة لم يسبق لها مثيل, وكان روادها يتمثلون في المفتونين بأوربا من المسلمين والنصارى, وسعى النصارى بالذات لنشر هذه المفاهيم, لأنه الطريق الوحيد لمد نفوذهم ولأنهم إذا حاولوا أن يتخذوا طريقًا آخر, مثل التعصب الديني مثلاً, لقضى عليهم, حيث إنهم يمثلون أقلية بالنسبة للمسلمين

وأخذت أوربا تدعم القائمين بالحركات القومية سواء من خلال الإرساليات التنصيرية، أو من خلال فتح بلادها لتكون مقرًّا للجمعياتوالهيئات التي تحمل أفكار القومية.
ازدياد نفوذ يهود الدونمة:
في عهد الخليفة سليمان القانوني كان استيطان  يهود الدونمة   في أنحاء الدولة العثمانية,قيل ذلك كان  بدعم من زوجته روكسلان, وأخذ اليهود يخططون لزيادة نفوذهم في الدولة والعمل على تدميرها, برغم الخدمات التي قدمتها إليهم الدولة, يحركهم في ذلك كرههم وعداؤهم الأبدي والأزلي للمسلمين, كماقال الله : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82].

ومن نسل يهود الدونمة برز فتى يدعى ( ساباتاي ) في أزمير ادعى سنة 1057هـ أنه المسيح، فأراد رجال الدين اليهودي قتله، فرحل في أنحاء الدولة العثمانية حتى عاد مرةأخرى إلى أزمير, فقبض عليه ونقل إلى أدرنه فخاف أن يصاب بأذى فادعى الإسلام, وأوهم العثمانيين أنه سيعمل على نشر الإسلام بين اليهود. وفي الحقيقة كان يدعوهم لإظهارالإسلام ليدخلوا بين صفوف المسلمين, ويصلوا إلى المراكز العليا في الدولة, ومن ثَمَّ يملكون الزمام وينفذون في المسلمين كافة خططهم العدوانية ،وبالفعل، رحب اليهود بهذه الفكرة وأخذوا يواصلون العمل بها



وفي عهد عبد الحميدالثاني ظهر هرتزل صاحب فكرة إنشاء وطن قومي ليهود العالم , وأصر على أن تكون فلسطين هي وطن اليهود, وذلك في مؤتمر بازل بسويسرا عام 1314هـ الذي اجتمع فيه يهود العالم, وحاول هرتزل أن يتقرب إلى الخليفة عبد الحميد الثاني ويقدم له الإغراءات ليمكن لليهود في فلسطين,
ومنها استعداد اليهود لدفع خمسين مليونًا من الجنيهات الذهب لخزانة الدولة, وخمسة ملايين من الجنيهات الذهب لخزانة السلطان الخاصة, بالإضافة إلى مشاريع أخرىكثيرة لدعم الدولة العثمانية اقتصاديًّا.

وكان أول اتصال بين "هرتزل" رئيس الجمعية الصهيونية، والسلطان عبد الحميد، بعد وساطة قام بها سفير النمسا في إستانبول، في (المحرم 1319 هـ = مايو 1901م)، وعرض هرتزل على السلطان توطين اليهود في فلسطين، وفي المقابل سيقدم اليهود في الحال عدة ملايين من الليرات العثمانية الذهبية كهدية ضخمة للسلطان، وسيقرضون الخزينة العثمانية مبلغ مليوني ليرة أخرى.

أدرك السلطان أن هرتزل يقدم له رشوة من أجل تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وبمجرد تحقيقهم لأكثرية سكانية سيطالبون بالحكم الذاتي، مستندين إلى الدول الأوروبية.. فأخرجه السلطان من حضرته بصورة عنيفة.

يقول السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته عن سبب عدم توقيعه على هذا القرار: "إننا نكون قد وقَّعنا قرارًا بالموت على إخواننا في الدين". أما هرتزل فأكد أنه يفقد الأمل في تحقيق آمال اليهود في فلسطين، وأن اليهود لن يدخلوا الأرض الموعودة (فلسطين) طالما أن السلطان عبد الحميد قائمًا في الحكم مستمرًا فيه.

كانت صلابة عبد الحميد الثاني سببًا رئيسًا في تأخير مشروع الصهيونية العالمية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛".


وأمر الخليفة  بوقف  هجرة اليهود إلى فلسطين

لذلك سعى اليهود للإيقاع بالسلطان وتشويه صورته أثناء حكمه، وكذلك في التاريخ، وتغلغل بعضهم في جمعية الاتحاد والترقي  وكان على رأسهم "عمانويل كراسو

واتجه هرتزل إلى دول أوربا ملتمساً المساعدة  في تحقيق هدفه, فوجد عندها السندالكبير وخاصة أنه سيكون وسيلة مزدوجة  للقضاء على الدولة العثمانية.وأيضاً لاخراج مايسمونه  الساميين اليهود من أوروبا!


أخطار الماسونية:
من أهداف الماسونية تفريق الأمة الواحدة إلى عدة أقسام, مما يخلق نزاعًا أبديًّا بين شعوبها, فيحارب بعضها بعضًا, وبذا تتحقق الأهداف اليهودية في إفناء شعوب الأرض حتى يظل اليهود هم الباقين فيها؛ ولذلك عملت الماسونية على دعم الحركات الانفصالية ومساندة كل رجل تجدعنده حب التسلط والزعامة والسيادة والاستقلال, وكثر أعضاؤها وأخذوا يساندون بعضهم البعض, وقد وجدت الماسونية في الدولة العثمانية مأربها فكانت الدولة العثمانيةالتربة الخصبة لتحقيق أهدافها، فعملت على زيادة نفوذها في الدولة




مجلس المبعوثان

أعلن السلطان حركة الدستور المعروفة في التاريخ العثماني بالمشروطية الأولى، وافتتاح مجلس المبعوثان عام 1294هـ (1877م)، والتي تقيد من سلطات السلطان، وتمنح المزيد من الحريات للرعية.



,وفي تلك الأثناء وقعت الحرب مع روسيا، وهي الحرب الوحيدة التي وقعت في عهد السلطان عبدالحميد الثاني، الذي استمر حكمه 33 سنة. وقد انتهت تلك الحرب لصالح روسيا، بسبب رغبة السلطان في الابتعاد عن الحروب قدر الإمكان، ومحاولة تحويل الصراع الدائر بين الدولة العثمانية والدول الأجنبية إلى صراع فيما بين تلك الدول.

ولما رأى السلطان عبدالحميد أنه لا يستطيع العمل مع وجود مجلس المبعوثان، بسبب ما كان يكتنف ذلك المجلس من أعمال فوضوية، وفكر السلطان عبد الحميد في تعطيل المجلس حيث شعر  بأنه أجبر على قرار الحرب بسبب ضغوط مدحت باشا -الصدر الأعظم - الذي حرّض طلبة العلوم الدينية العليا للقيام بمظاهرات تجبر السلطان على الحرب.فتصاعد الرأي العام على إثر هذه المظاهرات داعيا إلى الحرب.واستنتج  السلطان أن هناك قصورًا في الرأي العام ممثلا في المجلس الذي دفع بالأمة إلى الحرب في غير وقتها وبدون استعداد لها أو حاجة إليها؛ لذلك قام بتعطيل الحياة النيابية إلى أجل غير مسمى في (9 صفر 1295 هـ = 13 فبراير 1878م)، وللأسف استمر هذا التعطيل مدة ثلاثين عاما ونصف، بعد حياة نيابية استمرت عاما واحدا.

والملاحظ أن السلطان لم يلغِ الدستور أو ينحيه، بل استمر نشر الدستور في النشرة السنوية للدولة طيلة 31 عاما متوالية دون انقطاع، وإن كانت أحكامه لم تطبق. ولم يجتمع مجلس الأعيان، ولكنهم استمروا في تقاضي مرتباتهم بصورة رسمية مدى الحياة.. وعلى هذا الأساس فإن السلطان أدار دولته بصورة شخصية دون مجلس، في ظل دستور يمنع تدخل السلطان في شئون الحكومة؛ لهذا وسم السلطان بصفة المستبد والديكتاتور.

وقد استصوب السياسي الألماني بسمارك ما فعله السلطان عبد الحميد من حل مجلس المبعوثان (النواب)، وعلَّق عليه بقوله: "إن لم يكن قوام الدولة شعبًا واحدًا، فإن ضرر مجلسها يكون أكبر من نفعه".

حكم السلطان حكمًا فرديًا من مقر إقامته في قصر ييلذر، وربط جميع مؤسسات الإمبراطورية بشخصه، غير أنه لم يستعمل القوة القسرية في حكمه، حيث لم يتدخل الجيش في الشئون الداخلية، وإن اعتمد السلطان على تحريات الأمن التي قامت بالعديد من التجاوزات.

ويلاحظ أن السلطان عبد الحميد كان بعيدًا عن سفك الدماء أو أسلوب الاغتيالات وتصفية معارضيه، وكان لا يلجأ إلى عقوبة السجن إلا في القليل، ثم يغيرها بالنفي. ولم يصدّق خلال سلطته الطويلة إلا على خمس عقوبات إعدام فقط، وهي أقل عدد من عقوبات الإعدام في تاريخ تركيا كلها.

تنظيم الاتحاد والترقي:
لقد بدأ المفتونون بأوربا والداعون لمفاهيم القومية في إنشاءالمؤسسات والجمعيات التي تحمل أفكارهم, واستطاعوا استقطاب الكثير من أبناء الدولةالعثمانية, وانضم إليهم الكثير من اليهود والنصارى وأعضاء الماسونية, لتكون هذه الجمعيات من وسائل تحقيق أهدافهم, وكان من أهم هذه الجمعيات جمعية تركيا الفتاة, التي تأسست في باريس وكان لها فروع أخرى في برلين, وفي أنحاء الدولة العثمانية في سالونيك وإستانبول, واستطاعت أن تضع لها قدمًا في الجيش العثماني, وكان لها جناح عسكري عرف بتنظيم الاتحاد العثماني وكان لها جناح مدني هو(الانتظام والترقي), واتفق الفريقان أن تكون جمعيتهم باسم (الاتحاد والترقي), وكانت الماسونية الدعايةالأساسية لها ومن ورائها أعداء الإسلام كافة

الاتحاد والترقي هو أول حزب سياسي في الدولة العثمانية، ظهر عام (1308 هـ = 1890م) كحزب سري يهدف إلى معارضة حكم عبد الحميد الثاني والتخلص منه، وبعدما اكتشف السلطان أمر الحزب سنة (1315 هـ = 1897م) نفى الكثير من أعضائه إلى الخارج، وهرب بعضهم إلى باريس، ثم اجتمع المعارضون لحكم السلطان في باريس في (ذي القعدة 1319 هـ = فبراير 1902م) في مؤتمر أطلقوا عليه "مؤتمر الأحرار العثمانية"، واتخذ قرارات مهمة، منها تأسيس إدارات محلية مستقلة على أساس القوميات، وهو ما يعني تمزيق الإمبراطورية العثمانية، غير أن هذا القرار اعترض عليه بعض الحاضرين في المؤتمر، ثم طالب المؤتمرون من الدول الأوروبية التدخل لإنهاء حكم السلطان عبد الحميد وإقصائه عن العرش.

افتتح الاتحاد والترقي فروعًا له داخل الدولة العثمانية التحق بها عدد كبير من الضباط الشباب وذوي الرتب الصغيرة، ثم تزايد عدد الضباط حتى قيل إن كل ضباط الجيش العثماني الثالث في البلقان سنة (1326 هـ = 1908م) كانوا منضمين إلى الاتحاد والترقي. وتحالفت الجمعية مع الثوار في البلقان، وأهدرت عصابات البلغار واليونانيين كثيرًا من دماء المسلمين بالاتفاق مع الاتحاديين بغرض هدم النظام الحميدي. وبدأ الاتحاديون في قتل الموظفين العثمانيين الذين لا يتعاونون معهم.

ولما استفحل أمر الاتحاد والترقي وسيطروا على أكثر الجيش, فرضوا على الخليفةإعلان الدستور, ولم يستطع الخليفة مقاومتهم بعد كثير من الاضطرابات والوقائع فأمر باستئناف تطبيق الدستور في جمادى الآخرة (1326 هـ = يوليو 1908م)، وتولت جمعية الاتحاد والترقي الحكم، وأعلنت تطبيقها لمبادئ الثورة الفرنسية.

والواقع أن تولي الاتحاد والترقي الحكم لم يؤسس الديمقراطية، وإنما تحول النظام إلى حزب واحد وديكتاتورية واحدة حوت جميع العناصر الراغبة في تمزيق الدولة. وكما يقول أحد المؤرخين: "لو كانت المشروطية الثانية نتيجة حركة شعبية، لأمكن تخطي الخطوة الأولى للديمقراطية"، وكان ضباط الاتحاد والترقي يقولون بأن المشروطية الثانية هي ضيعتهم وحدهم دون غيرهم، واقترن إعلان الدستور ببعض الحوادث المؤلمة للدولة العثمانية؛ إذ أعلنت بلغاريا وكريت انفصالهما عن الدولة العثمانية والانضمام لليونان، واستقلت البوسنة والهرسك.
.

وامتد نفوذ الاتحاد والترقي في الدولة, فضم إليه الكثير من ضباط الفيلق الأول المسيطر على إستانبول, وكذلك الفيلقين الثاني والثالث المرابطين في الولايات العثمانية في أوربا.
وسيطر الاتحاديون على معظم مقاعد المجالس النيابية

الخلاصة أن  حادثة 31 مارس دفعت السلطان عبد الحميد  إلى إعلان المشروطية الثانية عام 1326هـ (1908م)،التي مكنت حزب الاتحاد والترقي من السلطة

السلطان عبد الحميد وعلاقاته مع الأرمن


عاش الأرمن كغيرهم من الأجناس التي ضمتها الإمبراطورية العثمانية، واحتل بعضهم منصب الوزير، وكان تعدادهم داخل الدولة لا يزيد على مليوني شخص. ونصت معاهدة برلين على إجراء إصلاحات لصالح الأرمن في 6 ولايات عثمانية في الأناضول، ولم تكن تبلغ أكبر نسبة لكثافتهم السكانية في أي ولاية أكثر من 20%، إلا أن السلطان رفض تطبيق هذه المادة من المعاهدة؛ فقام الأرمن -بإيعاز من بعض الدول الكبرى- بارتكاب مذابح بشعة ضد المسلمين القرويين، حيث بقروا بطون الحوامل وقتلوا النساء، وقطعوا عورات الرجال وحرقوا المساجد، ولم يجد عبد الحميد بُدًا من مواجهة هذا الإرهاب الصليبي، فشنت بالتالي الصحافة الغربية حملة شعواء عليه ووصفته بالسلطان الأحمر.

كذلك عمل السلطان على تشكيل فرق من الأكراد لحماية المسلمين العزل في الأناضول عرفت بأفواج الخيالة الحميدية. ويقول أحد المؤرخين: "إن هذه السياسة حافظت على الوجود الكردي والمسلم في الأناضول حتى اليوم".

لم يكتف الأرمن بإشاعة الفوضى وارتكاب المذابح بحق القرويين، بل قاموا بأعمال شغب في إستانبول نفسها سنة (1313 هـ = 1892م) و(1314 هـ = 1896م)، وقد واجهتها القوات العثمانية بحزم، أما الدول الكبرى فتركت الأرمن لحالهم بعد أن أوقعتهم في الأزمة، فحاول الأرمن جذب انتباه الدول العظمى إليهم فخططوا لاغتيال السلطان عبد الحميد سنة (1323 هـ = 1905م) فيما عرف بحادث القنبلة، لكنهم فشلوا في اغتيال السلطان، ومات بعض الأمراء والجنود، وقبض على المتآمر البلجيكي "جوريس"، لكن السلطان عفا عنه، بل استخدمه في جمع معلومات له في أوروبا.

إصلاحات الدولة العثمانية  في عهد الخليفة عبد الحميد الثاني

أنه قام بفتح المدارس والجامعات, والمكتبات, والمستشفيات, ودور المعلمين, ومد أنابيب المياه, ومد الخط الحديديالحجازي من دمشق إلى المدينة المنورة, وحاول إعداد جيش كفء مدرب تدريبًا حديثًا علىأيدي قادة ألمان, والكثير من الإنجازات ولكن لم يتركه أعداء الإسلام ليكمل المسيرة.

مشروع سكة حديد الحجاز


أعظم مشروعاته الحضارية هو سكة حديد الحجاز لتيسير الحج على المسلمين، بحيث يستعاض بهذا المشروع عن طريق القوافل الذي كان يستغرق السفر به أربعين يومًا، وانخفضت المدة بالخط الحديدي إلى أربعة أيام.

وقد خلق هذا المشروع العملاق حماسة دينية بالغة بعدما نشر عبد الحميد الثاني بيانًا على المسلمين يدعوهم فيه للتبرع، وافتتح القائمة بمبلغ كبير؛ فتهافت المسلمون من الهند والصين وبقية العالم على التبرع، باعتبار أن هذا المشروع هو مشروع المسلمين أجمعين. ووصل أول قطار إلى المدينة المنورة في (رجب 1326 هـ = أغسطس 1908م)، بعد ثمانية أعوام من الحماسة والعمل الدائبين.



نشـر الثورات في الولايات العثمانية  الأوربية:

عملت دول أوربا على إشعال الثورات في أنحاء الدولة العثمانية, وبخاصة في الولايات الأوربية، وذلك تمهيدًا لفصلها عن الدولة العثمانية ومن أمثلة هذه الثورات الثورة التي حدثت في بلاد الهرسك, وأخمدتها الدولة, وكانت دول أوربا تستغل دائمًا الثورات للتدخل في شئون الدولة, وتفرض عليها لائحة لمعاملةالنصارى,

وحدثت أيضًا ثورة في بلاد البلغار؛ بسبب أن الدولة العثمانية  أسكنت بعض العائلات الشركسية التي احتل الروس أراضيهم في بلغاريا, وكانت روسيا هي الراعي الرئيسي للثورة, تشاركها النمسا, وكانت روسيا والنمسا تحتضن الجمعيات الداعية للاستقلال في بلغارياوالصرب والجبل الأسود, وغيرهم من الولايات الأوربية.

كان السلطان شخصيًا غير مرغوب فيه بالنسبة للدول الأوروبية؛ لأنه يمسك في قبضته ملايين المسيحيين، وبصفته خليفة للمسلمين فإن له نفوذا وسلطانا روحيا على رعايا الدول الأوروبية المسلمين.

لم يكن من الممكن لأي من الدول الكبرى أن تقتطع أجزاء من الدولة العثمانية في أوروبا أو البلقان في ظل وجود عبد الحميد الثاني؛ لذا أخذت فكرة إسقاطه تكتسب ثقلا كبيرًا في لندن وباريس.

كما أن سياساته فيما يتعلق بالجامعة الإسلامية وسكة حديد الحجاز وبغداد، ونجاحه في تشييد سكة حديد بغداد برأسمال ألماني (وبذلك استطاع إدخال ألمانيا إلى قائمة الدول المتنافسة في منطقة خليج البصرة الغنية بالبترول، وضمن عدم اقتراب بريطانيا، وحماية السكة الحديد باعتبار ألمانيا صاحبة امتيازها) كل ذلك أقلق إنجلترا، وأثار عدم ارتياح روسيا، وخلق صلابة في التصميم الأوروبي على ضرورة التخلص من هذا الخليفة الماكر الذي استطاع بدهائه تحييد القوى الأوروبية.





ثورة الصرب والجبل الأسود:
شجعت روسيا والنمسا الصرب والجبل الأسود (مونتنيجرو), على حرب العثمانيين حيث تريد النمسا ضم البوسنة والهرسك, بينما تريد روسيا ضم الأفلاق والبغدان وبلغاريا, ووعدت روسيا النمسا والصرب والجبل الأسود بالوقوف بجانبهم إذا قامت حرب بينهم وبينالعثمانيين, وبدأت ذرائع الحرب بطلب الصرب إخماد الثورة في البوسنة, وطلبت الجبل الأسود (زيادة رقعتها على حساب الهرسك, فلم يعط لطلبها أي اهتمام, فبدأت جيوشهما تتوغل في الأراضي العثمانية, وهي في الواقع جيوش روسيا التي تسللت إلى البلاد, فكانت الحرب مع روسيا وبرغم ذلك استطاعت الجيوش العثمانية -وخاصة بعد وصول الكثير من الجنود المصريين- الانتصار على الصرب وأصبحوا على مشارف بلغراد, غير أن تدخل أوربا قد أوقف الحرب.

وعرض سفراء أوربا على العثمانيين خطة تقوم على تقسيم بلغاريا إلى ولايتين يعين عليهما أمراء نصارى, وأن تتكون نصف الحامية العثمانية المرابطة هناك من النصارى, وأن تنفذ هذه المطالب في البوسنة والهرسك أيضًا, وأن تعطى بعض الأراضي للصرب والجبلالأسود, فرفضت الدولة, فغادر سفراء أوربا, الدولة العثمانية بما يشير إلى قطع العلاقات السياسية معها.

عملت الدولة على عقد صلح منفرد مع الصرب تسحب بمقتضاه قواتها من الصرب, وتتعهدالصرب بعدم بناء قلاع جديدة, وأن يرفع علم الصرب والعثمانيين إشارة إلى الحمايةالعثمانية.

الروملي الشرقية


استولت بلغاريا على ولاية الروملي الشرقية (1885م)

كريت

قدّمت اليونان مساعدات لجزيرة كريت للانفصال عن الدولة العثمانية (1897م).



الحرب مع روسيا:

قدمت دول أوربا لائحة للدولة العثمانية تقضي بتحسين الأحوال المعيشية للنصارى في الدولة العثمانية, ومراقبة الدول الأوربية لتنفيذ إجراءات التحسين.

فرفضت الدولة اللائحة؛ لأن هذا يعتبر تدخلاً صريحًا في شئونها, فاستغلت روسياالرفض واعتبرته سببًا كافيًا للحرب, وفي هذه المرة أطلقت أوربا العنان لروسيا لتتصرف كيفما تشاء مع العثمانيين..

كانت روسيا قد عقدت اتفاقًا مع( الأفلاق) و(البغدان) لوضع كافة إمكاناتهما تحت تصرف روسيا, فدخلت روسيا الأفلاق والبغدان, ثم عبرت نهرالدانوب واستطاعت التوغل في بلغاريا حتى احتلوا أدرنه وأصبحوا على مسافة 50 كيلومترًا فقط من إستانبول, في الوقت الذي تقدمت فيه الجيوش الروسية من الشرق في الأناضول, واستغل الصرب والجبل الأسود الفرصة فأعلنتا الحرب على الدولة، فاضطرت الدولة إلى طلب الصلح.

ومما يذكر في هذه الحرب أن نصارى بلغاريا استغلوا دخول الروس بلادهم فأخذوا يفتكون بالمسلمين في بلغاريا, ويرتكبون فيهم أبشع الجرائم, ففر من فر منهم، ولجأالكثير منهم للجبال ليقوموا بحرب عصابات على مجرمي بلغاريا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

 عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876 Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876    عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876 Icon_minitimeالإثنين مارس 05, 2012 6:03 pm


معاهدة سان استيفانوس:
ومع توقف القتال عام 1295هـ عقدت (معاهدة سان استيفانوس) التي فرضت على الدولةالعثمانية، وكان من نصوصها:

1- استقلال الصرب والجبل الأسود نهائيًّا عن العثمانيين.

2- الاستقلال التام للأفلاق والبغدان وتكوين دولة رومانيا باتحادهما معترانسلفانيا وبسارابيا.

3- الاستقلال الإداري لبلغاريا وإخلائها تمامًا من الجيوش العثمانية.

4- دفع غرامة حربية لروسيا مقدارها (245.217.391) ليرة ذهبية، ويمكن لروسياالحصول على الأراضي مقابلها.

5- أن يخلي المسلمون ديارهم في الأراضي التي فقدتها الدولة العثمانية، ويمكن لهمأن يبيعوا أملاكهم.

6- حرية الحركة لسفن روسيا في المضائق العثمانية.

7- إصلاح الأحوال المعيشية للنصارى في الدولة العثمانية.

وطبعًا أرادت بقية دول أوربا أخذ نصيبها من الكعكة العثمانية أو تركة الرجل المريض, كما كانوا يطلقون على الدولة العثمانية, فطلبت إنجلترا من العثمانيين أن تحتل جزيرة قبرص حتى تحميها من ازدياد الخطر الروسي فاضطرت الدولة لقبول احتلالهاثم عقد مؤتمر برلين لتقسيم الولايات الأوربية على دول أوربا.
معاهدة برلين:
وقعت عام 1295هـ معاهدة برلين، والتي عدلت معاهدة سان استيفانوس للآتي:

1- استقلال بلغاريا نهائيًّا.

2- إعطاء البوسنة والهرسك للنمسا.

3- تعطى بسارابيا لروسيا وتحتفظ رومانيا منها بمقاطعة دوبروجة.

4- تكون للدولة العثمانية في أوربا ولاية يطلق عليها الروملي الشرقي (وتشمل الآن أجزاء من بلغاريا ومقدونيا وألبانيا وإقليم كوسوفو وجزء من الهرسك, وجزء من اليونان)، وتكون القوات المرابطة فيها مشتركة منالروس والعثمانيين وحاكمها نصراني.

5- تزيد حدود اليونان إلى الشمال، برغم أنها لم تكن طرفًا في الحرب.

احتلال الفرنسيين لتونس:
تمكنت فرنسا عام1881م 1299هـ من احتلال تونس، ولم تستطع الدولة العثمانية أن تفعل شيئًا.


احتلال مصر:
تدخلت إنجلترا في شئون مصر، واستطاعت احتلالها عسكرياً ووضع الحماية عليها عام1882م 1299هـ بعد موقعة التل الكبير.
احتلال السودان:
كانت السودان تابعة لمصر منذ أن فتحها محمد علي, فما إن احتل الإنجليز مصر حتى اتجهت أعينهم لجنوبها حيث السودان, واستغلوا قيام الحركة المهدية التي ادعى قائدها أنه هوالمهدي المنتظر, واستطاع أن يسيطر على كثير من أجزاء السودان، فاستطاع الإنجليزإخماد حركته، وبذلك تمكنوا من السيطرة على السودان.


احتلال شرقي أفريقيا التابع لمصر

هذا الجزء تقاسمته فرنسا وإيطاليا مع الحبشة
شخصية السلطان

اتسم السلطان عبدالحميد الثاني بقوة الشخصية، والتأثير على مخاطبيه، والتدين والزهد، والأدب الجم. وكان ميالاً للإصلاح وقد قام بالعديد من الإصلاحات التعليمية والإدارية.

وعلى الرغم من التكالب الأجنبي على أراضي الدولة العثمانية، إلا أن السلطان عبدالحميد الثاني استطاع بحنكته السياسية وشخصيته القوية أن يسير بالدولة إلى شاطئ النجاة، وأخذ يعمل على تقوية أواصر الأخوة بين الشعوب الإسلامية، القاطنة في الدولة العثمانية أو في الخارج كأقليات. ونجح في سياسته تجاه الجامعة الإسلامية، وفي القيام بأعمال تخدم المسلمين في أنحاء الدولة العثمانية.



تعرض السلطان عبدالحميد من لدن المستغربين والدول الغربية نفسها إلى أشنع الافتراءات، ووصف حكمه بالاستبداد، وشخصه بالسلطان الأحمر. هذا على الرغم من استعمال سياسة اللين مع خصومه، وتحويل نفورهم منه إلى محبة، بعد إغرائهم بالمناصب.



والآن يوصف السلطان عبدالحميد الثاني بأنه كان أقوى سلاطين الدولة العثمانية في عهد التقهقر، وأعلاهم سياسة في الداخل والخارج.

[b] وفي الواقع كان آخر الخلفاء الذين كانت لهم سلطة في البلاد, أما من أتي من خلفاء بعده فكانوا بلا سيطرة وشكليين فقط، أما السيطرةالحقيقية فكانت بأيدي رجال الاتحاد والترقي.


عزل السلطان عبدالحميد من الحكم :

وجد الاتحاديون أن الخليفة سيكون عائقًا في تحقيق أهدافهم,,

شرع رجال الاتحاد والترقي في اختراع الاضطرابات , لتكون لهم ذريعة

أرسلوا أتباعهم نحو المجلس النيابي يظهرون تمردهم على الدستور, ودعوتهم لتطبيق الشريعة الإسلامية, ويطالبون الخليفة بعزل أعضاء الاتحاد والترقي المسيطرون على المجلس النيابي من مناصبهم.

-----------------



حادث 31 مارت

رأى الاتحاديون ضرورة التخلص من السلطان عبد الحميد وإسقاط حكمه، واتفقت هذه الرغبة مع رغبة الدول الأوروبية الكبرى خاصة بريطانيا التي رأت في ذلك الخطوة الأولى لتمزيق الإمبراطورية العثمانية، وشعر اليهود والأرمن أنهم اقتربوا كثيرًا من أهدافهم؛ لذلك كانت أحداث 31 مارت (هو الشهر الأول من شهور السنة الرومية، ويقابل شهر إبريل، مع فارق بين الشهرين مقداره 18 يوما) ويوافق يوم (21 ربيع أول 1327 هـ = 13 إبريل 1909)؛ حيث حدث اضطراب كبير في إستانبول قتل فيه بعض جنود الاتحاد والترقي.

وعلى إثر ذلك جاءت قوات موالية للاتحاد والترقي من سلانيك، ونقلت إلى إستانبول، وانضمت إليها بعض العصابات البلغارية والصربية، وادعت هذه القوات أنها جاءت لتنقذ السلطان من عصاة إستانبول، وأراد قادة الجيش الأول الموالي للسلطان عبد الحميد منع هذه القوات من دخول إستانبول والقضاء عليها إلا أن السلطان رفض ذلك، وأخذ القسم من قائد الجيش الأول بعدم استخدام السلاح ضدهم؛

وهكذا تحرك الجيش الموجود في سالونيك بحجة حماية الدستور والمجلس النيابي, واستطاع الجيش السيطرة على إستانبول

فدخلت هذه القوات إستانبول بقيادة محمود شوكت باشا وأعلنت الأحكام العرفية، وسطوا على قصر السلطان وحاولوا الحصول على فتوى من مفتي الدولة بخلع السلطان لكنه رفض، فحصلوا على فتوى بتهديد السلاح.

واتهم المتآمرون الثائرون السلطان بأنه وراء حادث 31 مارت، وأنه أحرق المصاحف، وأنه حرّض المسلمين على قتال بعضهم بعضًا، وهي ادعاءات كاذبة كان هدفها خلع السلطان عبد الحميد، وأعلنوا عزله.

ندب الثائرون أربعة موظفين لتبليغ السلطان بقرار العزل، وهم: يهودي وأرمني وألباني وجرجي، وهكذا أخذ اليهود والأرمن ثأرهم من عبد الحميد الثاني. واعترف الاتحاديون بعد ذلك بأنهم أخطئوا في انتخابهم لهذه الهيئة.

وعزلوا الخليفة عبد الحميد الثاني عام 1327هـ (1909م) وولوا أخاه (محمدالخامس) مكانه حيث تنازل السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش لأخيه في (6 ربيع آخر 1327 هـ = 27 إبريل 1909م)،

وبذلك تحولت السلطة المطلقة من يد الخليفة إلى أيدي الاتحاديين

حياة السلطان عبد الحميد الثاني بعد عزله عن السلطنة

تم نقل السلطان المخلوع عبدالحميد إلى سلانيك،

وانتقل مع 38 شخصًا من حاشيته إلى سلانيك بطريقة مهينة ليقيم في المدينة ذات الطابع اليهودي في قصر يمتلكه يهودي بعدما صودرت كل أملاكه وأمواله، وقضى في قصره بسلانيك سنوات مفجعة تحت رقابة شديدة جدًا، ولم يسمح له حتى بقراءة الصحف.
وبقي في سلانيك حتي نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1334هـ (1914م) فنقل على إثرها إلى قصر بيلر بكي في إستانبول، وبقي فيه حتى وفاته .



[/b]

أبناؤه:

كان له خمسة عشر من البنين والبنات، هم: عبدالرحيم، ومحمد عابد، ونور الدين، ومحمد بدر الدين، ومحمد برهان الدين، ومحمد سليم، وعائشة، خديجة، ونائلة، ونعيمة، وزكية، وعلوية، وشادية، وسامية، ورفيعة

وفاته

مات السلطان الخليفة "عبدالحميد الثاني" في (28 ربيع آخر 1336 هـ = 10 فبراير 1918م).

تُوفِّي السلطان عبد الحميد الثاني عن ستة وسبعين عامًا، واشترك في تشييع جنازته الكثير من المسلمين، ورثاه كثير من الشعراء، بمن فيهم أكبر معارضيه "رضا توفيق" الذي كتب يقول:

عندما يذكر التاريخ اسمك

يكون الحق في جانبك ومعك أيها السلطان العظيم

كنا نحن الذين افترينا دون حياء

على أعظم سياسي العصر

قلنا: إن السلطان ظالم، وإن السلطان مجنون

قلنا لا بد من الثورة على السلطان

وصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان

================================================
المرادفات

تركة الرجل المريض= ولايات الدولة العثمانية

رجال الاتحاد والترقي = الاتحاديون

الدونمة = معناها :الردة

الجبل الأسود = مونتنيجرو

الروملي الشرقي = جزء من بلغاريا+ مقدونيا +ألبانيا +إقليم كوسوفو +جزء من الهرسك +جزء من اليونان

<p>




===========================

المصادر:

مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني – ترجمة محمد حرب – دار القلم – دمشق – الطبعة الرابعة (1419 هـ = 1998م).

* "مصطفى عاشور - مقالة بعنوان "عبد الحميد الثاني وجدل لم ينتهِ
يلماز أوتونا – تاريخ الدولة العثمانية – منشورات مؤسسة فيصل للتمويل – تركيا الطبعة الأولى (1410هـ = 1990م

مصادر أخري









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبد الحميد الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1876
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبد الحميد الأول إبن أحمد الثالث - سلطان الدولة العثمانية (1774-1789)
» سليمان الثاني بن إبراهيم - سلطان الدولة العثمانية 1687 م
» أحمد الثاني بن إبراهيم - سلطان الدولة العثمانية 1691 م
» عبدالعزيز بن محمود الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1861م
»  عبدالمجيد بن محمود الثاني - سلطان الدولة العثمانية 1839م

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: من أرشيف 2012-
انتقل الى: