أبخازيا أو (اّّبسني) كما يحب أهلها تسميتها جمهورية تقع على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأسود تبلغ مساحتها 3300 ميلا مربعا أي مايعادل 8600 من الكيلومترات المربعة دون حساب مساحة اقليم سوتشي الذي سلخ عن وطنه الأم وضم لأراضي روسيا بعد إبادة ساكنيه من شعب الوَبّخ وهو أحد شعوب الأديغة وأحد مكوني مملكة اّشّوي القديمة والتي تشكلت من ثلاث قبائل هي:
الاّبسوا "الأبخاز" وتعني "روح الشعب"
الأبازين " اّشيا (شخاريا) "
الوَبّخ " تواخا "
تشكل جبال القفقاس الحدود الشمالية والشرقية لها مع كل من جمهورية قرتشاي شركيسيا وروسيا من الشمال وجورجيا من الشرق و متوسط ارتفاع هذه الجبال يبلغ حوالي 9500 قدم (2850 متر) عن سطح البحر.
تقول الأسطورة أنه عندما وزعت الأرض على الشعوب وصل الأبخاز متأخرين وذلك لانشغالهم بتكريم الضيوف (بعض الروايات قالت أن الضيوف كانوا من النارتيين الذين أتوا لزيارة إخوتهم الأبخاز) ولم يكن من اللائق ترك الضيوف والذهاب إلى حيث توزع الأراضي , وإكراما لهم جمع الله لهم عددا من صخور الجنة وصنع منها أبخازيا
-----------------------
طبقاً للمعلومات التاريخية فان الأبخاز والذين أطلقت عليهم الشعوب اسم " ساوزا " والتي تعني في اللغة الأبخازية سكان الجبال العالية
هم أقدم شعوب غرب القفقاس والسلالة المباشرة للقبائل القديمة والمسماة
" الخاتسكو أبخازو- أديغية "
وكان هذا الشعوب يطلق على نفسه أسم " أدزيغه" والتي وجدت مكتوبة على لوح أثري من البرونز عثر عليه في منطقة قريبة من نهر حابسّه في العاصمة الأبخازية سوخومي مع كلمة أخرى هي " واّّ اّّكوا" والتي تعني في اللغة الأبخازية (أكوا لك) و" أكوا " هو الأسم القديم لمدينة سوخومي.
هذا اللوح عائد للألف الثالث قبل الميلاد أيام حكم مملكة " اّّشّوي " هذه الكلمة أي " أدزيغه" مع مرور الوقت تحورت الى " أديغة " الحالية.
يعد الأبخاز أحد أهم أركان حضارة مملكة " اّشوي " القديمة والتي امتد حكمها حوالي الألف سنة تقريبا وضمت تحت حكمها منطقة كامل القفقاس الغربي حتى بحر أزروف .
ومن أشهر المدن التي كانت من المراكز الحضارية لتلك المملكة العظيمة مدينة "أكوا" (سوخومي) وكذلك " نيقوافا " (مايكوب) وأيضاً مدينة " لاخا " (ليخني) المقدسة في جمهورية أبخازيا وهي مسقط رأس سلالة ملوك " اّشّوي " والذين ينتمون الى عائلة " أتشبا " التي تعني في اللغة الأبخازية " الحصان "
تفرعت عن " الخاتسكو أبخازو- أديغية " عدة قبائل كانت الأصل لكل شعوب الأديغة ومنهم الأبخاز.
ومن القبائل التي ظهرت في القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد وعاشت فوق أرض "الاّّبسني" والمسماة حاليا أبخازيا:
" أبيشليتسي – أبيسلاس – كاشكي "
من هذه القبائل ظهرت قبائل أخرى في القرون الميلادية القديمة والوسطى هي:
أبشيلوف – أبسيلوف – أبازكوف – أباسكوف – سانيكوف – ميسيميان وعدة قبائل أخرى.
إن اسم قبيلة الأبسيلوف قد تم حفظه حتى يومنا هذا حيث يطلق الشعب الأبخازي على نفسه أسم " اّّبسوا " وعلى الأرض الأبخازية اسم " اّّبسني "
وأيضا اسم قبيلة الأبخازوف قد تم حفظه حتى الاّن وهذا واضح في اسم الجمهورية الحالية " أبخازيا "
وكذلك اسم قبيلة أبازكوف لايزال موجودا حتى الاّن فالشركس في القفقاس والمهجر يطلقون اسم " أباظه " على الشعب الأبخازي.
عدد سكان أبخازيا وفق بعض الغير رسمية الإحصائيات (500 – 600) ألف نسمة ربعهم تقريبا من الأبخاز أما الباقون فهم من الروس والكرج (الجورجيين) والأتراك والأرمن واليونانيين.
( يبلغ عدد الأبخاز في تركيا 100 ألف نسمة تقريبا وعدد القرى الأبخازية فيها 200 قرية )
هذه القوميات استوطنت في أبخازيا بعد تهجير الشعب الأبخازي مع أشقائهم من الشعوب الشركسية الأخرى في شمال القفقاس.
وهذه القوميات تعيش بسلام بين الأبخاز باستثناء الجورجيين الذين يحاولون ابتلاع الأرض الأبخازية والقضاء على شعبها وتحقيق أحلامهم الواهية "جورجيا الكبرى".
رئيس الجمهورية وكبارموظفي الحكومة هم من الأبخاز و اللغة الرسمية في الجمهورية هي الأبخازية والروسية.
أهم المدن في الجمهورية هي:
-سوخومي " أكوا " العاصمة وسكانها حوالي 200 ألف نسمة.
-تكفارتشيلي والتي تعتبر المركز الصناعي للجمهورية.
وهناك عدة مدن أخرى أصغر وهي:
غاغرا , غوداأوتا , أوتشامتشيرا , كالي , بيتسوندا , تسيبيلده , غانديادي , كولريبش.
إضافة إلى ما يقارب 575 قرية منها:
غوميستا , اّتشاندارا , أوتابي , اّمارا , لخني , دروريش , ميرخولي ,دوربيش , اّتاتزي , أتارا , دراندا , خودور , جغردا , اّبسني , أبخازسكايا , سينابلي, بارانوفكي , سوليفو , أتشماردا , أخشتير , نيجنايا اشيرا .
يوجد في الجمهورية عدد كبير من الأنهار أهمها:
( أنغور , بزيب , كومي , خوستا , شاخه , زيلينتشوك , حابسه)
يقسم الشعب الأبخازي الحالي إلى قسمين:
الأبازين في الشمال
الأبسوا في الجنوب
هذا التقسيم شكلي وفق المناطق فقط فهاتين القبيلتين لهما أصل واحد وتشكلان معا الشعب الأبخازي.
قبل الحديث عن تاريخ أبخازيا لابد من معرفة الخلفية التاريخية للقفقاس الشمالي
تسمية (شركس أو جركس) لقب أطلقته الشعوب المختلفة على سكان المنطقة الواقعة شمال جبال القوقاز والمحصورة ما بين البحر الأسود في الغرب وبحر قزوين شرقا
وهذه الشعوب هي:
--الاديغة:
وتتألف من عدة كيانات وهي:
1-الأبخاز:
وهم سكان جمهورية أبخازيا بفرعيهم (الأبسوا - الأبازين) الواقعة على ساحل البحر الأسود وهناك قسم من الأبخاز (الأبازين) موجودون في قرتشاي تشيركيسيا التابع لروسيا الاتحادية
2-الوَبّخ:
أبيد هذا الشعب على يد الروس في القرن التاسع عشر
وكانوا يقطنون في شمال أبخازيا وبالتحديد في إقليم سوتشي الذي تم سلخه عن الوطن الأم أبخازيا وضمه إلى روسيا.
3-القبرداي:
يعيشون ضمن جمهورية قبردينا بلقاريا ذات الحكم الذاتي والتابعة لروسيا الاتحادية والتي سلخت منها عدة أجزاء وهي:
مزدك – بسلني – بسه كوابا التي حول الروس اسمها إلى بتياغورسك وكذلك جبل مشوقة تحول اسمه إلى جبل بتياغورسك
سكان هذه الجمهورية بشكل رئيسي من القبرداي بالإضافة إلى شعب البلقار.
4-جمهورية القرتشاي تشركيسيا:
جمهورية ذات حكم ذاتي تابعة لروسيا الأتحادية يسكنها كل من
الأبازين وهم فرع من الأبخاز وكذلك البسلني وهم فرع من
القبرداي بالإضافة إلى شعبي النوغاي والقرتشاي.
5-جمهورية الأديغى:
جمهورية ذات حكم ذاتي تابعة لروسيا الأتحادية ويسكنها بشكل أساسي كل من الأبزاخ والبجدوغ.
6-منطقة مزدك:
والتابعة حاليا إلى جمهورية اوسيتيا الشمالية وسكانها من القبرداي.
7-عدة تجمعات من قبائل الشابسوغ على سواحل البحر الأسود وقد كانت مناطقهم قبل الاحتلال الروسي تمتد من حدود منطقة الوَبّخ (سوتشي) وحتى ميناء أنابه على البحر الأسود.
--الأساتين (القشحة):
وهما حاليا جمهوريتين:
اوسيتيا الشمالية ذات حكم ذاتي تابعة لروسيا الأتحادية.
اوسيتيا الجنوبية ذات حكم ذاتي تابعة لجورجيا.
--الشيشان انغوش:
نفصلت إلى جمهوريتين:
-جمهورية الشيشان والتي أعلنت انفصالها عن روسيا عام 1991
وتم القضاء على استقلالها بالقوة وحاليا هي جمهورية ذات حكم
ذاتي تابعة لروسيا الاتحادية.
-جمهورية انغوشيتي (الأنغوش) ذات حكم ذاتي تابعة لروسيا الاتحادية.
--الداغستان:
وهي جمهورية ذات حكم ذاتي تابعة لروسيا الاتحادية وتضم أكثر من مئة قومية لكل منها لغتها الخاصة لذلك سميت بجبل الألسن.
وبالتالي فان تسمية الشركس تطلق على الشعوب التي تم ذكرها أي السكان الأصليين للجمهوريات التسعة التالية:
1- جمهورية قبردينا بلقاريا.
2- جمهورية أبخازيا.
3- جمهورية قرتشاي تشركيسيا.
4- جمهورية الأديغى.
5- جمهورية اوسيتيا الشمالية.
6- جمهورية اوسيتيا الجنوبية.
7- جمهورية الشيشان.
8- جمهورية الانغوش.
9- جمهورية داغستان.
أما تسمية الأديغة فهي لاتعني كما يظنها القسم الأعظم من الشركس (شركس المهجر) أنها الشعوب القاطنة ضمن جمهورية الأديغى (أبزاخ – بجدوغ) فقط وقد بينت ذلك سابقا.
أبخازيا التاريخية:
تقول الأساطير القوقازية القديمة أن الأبخاز ينحدرون من سلالة عمالقة عاشوا على الأرض الأبخازية منذ ما لا يقل عن ثلاثة اّلاف عام قبل الميلاد.
وتشير الروايات الاغريقية (اليونانية) القديمة أن الاغريق أقاموا مركزين تجاريين هما مدينتي" سيباسنوبوليس "ومدينة" ديوسكوريا " ( على أنقاضها بنيت سوخومي) على سواحل البحر الأسود في منطقة ذكروا أن اسمها " أبزغي " أي " اّبسني " وهي الاسم القديم لأبخازيا.
وقد عرفت الأمة الشركسية ومنهم الأبخاز الكتابة في الألف الثالث قبل الميلاد أيام حكم مملكة اّّشّوي القديمة والقطع الاّثرية التي تم العثور عليها في كل من سوخومي و ليخني ومايكوب تدل على ذلك وهذا ما أكده عالم الاّثار الروسي "تورتشانينوف" في كتابه "أكتشاف وفك رموز الكتابات القديمة في القفقاس" وكانت لهم حضارة عظيمة بينما الجورجيون الذين يدعون أن حضارتهم هي الأصل لحضارات الشركس وخاصة الأبخاز لم يعرفوا الكتابة وكذلك الأرمن إلا في القرن الرابع الميلادي أما الروس ذاك الشعب ذو الحضارة العريقة كما يدعّون لم يعرف كيف يكتب إلا في القرن العاشر الميلادي أي الفارق في اكتشاف الكتابة فقط حوالي أربعة اّلاف عام فأي مقارنة بينهم!!!
وقد ورد ذكر الشركس في الأساطير اليونانية القديمة وان دل ذلك علي شيء فإنما يدل على أن الحضارة الشركسية تعد من الحضارات القديمة جدا.
وفي القرن الأول قبل الميلاد قام الرومان بتحصين مدينة " أكوا " (سوخومي)
أول المحاولات التي قامت لاحتلال أبخازيا في القرون الميلادية الأولى كانت عام 581 ميلادي عندما حاول ملك " خيوة " السيطرة على الأرض الأبخازية فقاد جيوشه الجرارة لتحقيق ذلك فاستقبله الأبخاز و رحبوا به أجمل ترحيب حيث أبيد جيشه ووقع هو بالأسر ثم قام الابخاز بقطع رأسه ووضعه في صندوق كُتبَ عليه "هذا جزاء الغاصب لبلاد غيره"
-------------------
وفي الفترة الواقعة ما بين القرنين 5و6 م:
أصبحت أبخازيا مملكة تابعة للامبرطورية البيزنطية والتي فرضت الديانة المسيحية بالقوة على الشعب الأبخازي.
في هذه الفترة كانت أبخازيا تحكم من قبل " اّخ " أي أمير أبخازيا.
----------------------------
في القرن السادس وحتى أواخر القرن السابع ناضل الشعب الأبخازي من أجل الأستقلال والحرية و صد عدة حملات قام بها البيزنطيون والفرس.
وفي الفترة الواقعة مابين عام (780 – 978) ميلادي قامت مملكة أبخازيا المستقلة والتي امتدت أراضيها على جميع المناطق الواقعة إلى الغرب من جورجيا الحالية وعلى امتداد السواحل الشمالية للبحر الأسود وحتى سواحل بحر " أزروف ".
وقد ورد ذكر مملكة أبخازيا في كتاب المروج الذهبية لأحد الرحالة العرب ويدعى أبو الحسن علي ابن الحسين ابن علي والذي زار القوقاز في احدى رحلاته عام 921 ميلادي
حيث تحدث عن جبال " Kabakh " (جبال القفقاس كما يسميها العرب) وعن مملكة كانت موجودة في تلك المنطقة اسمها أبخازيا.
لكن بعد المصاهرة التي قامت بين العائلتين المالكتين في أبخازيا وجورجيا (المصاهرة المشئومة) قامت عدة محاولات جورجية للسيطرة على أبخازيا وإقامة ما أسموه جورجيا الكبرى.
(يجب التنويه هنا إلى أن جورجيا الحالية قامت بعد توحيد ثلاث ممالك كانت مستقلة عن بعضها وتعيش في حالة حروب دائمة مع بعضها البعض وهذه الممالك هي: غوريا – امريتيا – المنغريل)
وفي عام 1578 دخلت الجيوش العثمانية إلى أبخازيا وأجزاء كبيرة من جورجيا وانتشر الدين الإسلامي في المنطقة بعد دخول القسم الأكبر من الأبخاز إلى هذا الدين الحنيف.
وقد قامت بعد ذلك تحالفات عديدة بين الجورجيين وعدة قبائل أبخازية كانت ترى أن الأتراك العثمانيون عدو تجب محاربته وقد نجحوا عام 1771 في إخراج العثمانيين.
وفي بداية القرن التاسع عشر طلبت جورجيا حماية القيصر الروسي طوعاً.
وفي عام 1810 أصبحت أبخازيا دولة شبه مستقلة وجزءا من الامبراطورية الروسية بعد أن طلب أميرها حين ذاك " فيليتش بي شاشبا " الحماية الروسية رغم المعارضة الشديدة التي أبداها الشعب الأبخازي الذي يأبى التبعية والوصاية ولا يرضى إلا بالحرية والاستقلال.
ومع بداية الاحتلال القيصري للقوقاز والذي حشد الروس له عشرات الألوف من الجنود (حوالي 120 ألف جندي نظامي + الجيش الذي تم تحويله من جبهة القرم والجبهة الأوربية إلى القفقاس والبالغ تعداده 280 ألف جندي) ومئات من خيرة القادة بالإضافة إلى اّلاف من المرتزقة القوزاق وغيرهم لم تستطع روسيا السيطرة على القفقاس الشمالي بسبب بسالة المقاتلين الشركس وشراستهم المنقطعة النظير في الدفاع عن بلادهم وحريتهم واستقلالهم واستمرت هذه المقاومة لمدة 125عام فشلت خلالها العديد من الحملات الكبرى وكانت آخر المعارك البطولية للشعب الشركسي الصامد بالقرب من مدينة مايكوب عاصمة جمهورية الأديغى في منطقتي" أخجب " ووادي" خوذز " حيث لبست النساء لباس الفرسان وحملن السلاح وقاتلوا إلى جانب الرجال في تلك المعركة الغير متكافئة والتي تحولت إلى مذبحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبعدها سيطر الروس على الجزء الأكبر من القفقاس الشمالي ومن ثم أتموا احتلال باقي أراضي الأبخاز التي كانت ماتزال تحاول البقاء صامدة حتى اّخر قطرة دم وقد تم لها ذلك حيث قام الروس بإبادة سكان تلك المناطق الصامدة عن اّخرهم وخاصة سكان اقليم "سوتشي ".
وقد خسر الروس في هذه الحملات أكثر من ربع جيشهم حيث دفن الروس في شمال القفقاس مايزيد على مليون ونصف المليون من جنوده خلال الفترة الواقعة مابين (1762 - 1864).
بعد أن تم للروس ما أرادوا قاموا بتوطين شعوب لم يكن لها أرض ولا حضارة مكان الشعب الشركسي صاحب التاريخ والحضارة فجاءوا بعشرات الألوف من القوزاق والأرمن واليهود والمنغريل (قسم من الجورجيين) وكل من هب ودب ليوطنوهم فوق أرض امتزج ترابها بدماء أبنائها الأبرار الذين لم يرتضوا الذل والهوان.
بالعودة إلى أبخازيا والتي فقدت أكثر من نصف سكانها نتيجة القتل والتهجير ففي عام 1917 انضم الأبخاز إلى جمهورية شمال القفقاس والتي تأسست في العام نفسه
وفي عام 1918 قام الجورجيون بضم أبخازيا تحت حكم جورجيا.
وفي 20 كانون الثاني عام 1920 ألغيت جمهورية شمال القفقاس وشكلت بدلاً عنها الجمهورية الجبلية الاشتراكية السوفيتية وعاصمتها فلادي قفقاس.
وفي آذار من عام 1921 اسقط الشيوعيون جورجيا وعادت أبخازيا جمهورية مستقلة بقيادة " نيستر لوكوبا "
في عام 1922 انضمت أبخازيا إلى الاتحاد السوفيتي كدولة مستقلة ذات سيادة.
وفي عام 1925 صدر أول دستور لجمهورية أبخازيا المستقلة.
وبعد تسلم جوزيف ستالين وهو جورجي الأصل لرئاسة الاتحاد السوفيتي استغل دخول الألمان إلى شمال القفقاس أثناء الحرب العالمية الثانية للقيام بأعمال لم يسبق لأحد اّخر القيام بها عبر التاريخ فقد قام عام 1931 بتخفيض رتبة أبخازيا من جمهورية مستقلة ذات سيادة إلى جمهورية ذات حكم ذاتي تابعة لجورجيا وكان هذا التاريخ بداية قصة كفاح الشعب الأبخازي في العصر الحديث والذي مايزال مستمرا حتى الاّن.
ثم قام بنفي جماعي لشعب القرتشاي في أواخر عام 1943 وبعد ذلك وفي شهر اّذار من عام 1944 قام بتهجير الشيشان والأنغوش إلى سيبرية و كذلك عدد كبير من شعب القبرداي إلى كزخستان وبعدها بشهر واحد فقط أي في شهر نيسان من نفس العام قام بتهجير شعب البلقار إلى اّسيا الوسطى.
وفي شهر تشرين الأول عام 1944 تم تهجير شعب المسخيت والبالغ عددهم حوالي 200 ألف وهم من المسلمين من أرضه الواقعة مابين أرمينيا وجورجيا وجزء من أدجاريا والمسماة مسخيتيا إلى كزخستان ولم يعادوا إلى أرضهم التي استولت عليها جورجيا حتى الاّن..
في تلك الفترة قام " بيريا " والذي كان رئيسا لجورجيا بإجراء كامل الاستعدادات لترحيل الشعب الأبخازي وضم أبخازيا إلى جورجيا منتظرا إشارة من ستالين الذي تذكر أيام التجائه إلى أبخازيا عندما كان ملاحقا من السلطات القيصرية وكيف أنه عاش بين الأبخاز الذين حموه و أخفوه عن عيون السلطات القيصرية فلم يأمر بتهجير الأبخاز بل أكتفى بتصفية قادتهم وزعمائهم فقط .. (انظر إلى الوفاء)!!!
بعد هذا النفي والتهجير الجماعي لشعوب القفقاس قام استالين بتقسيم اوسيتيا إلى جمهوريتين شمالية وجنوبية وضم الجزء الجنوبي إلى وطنه الأم جورجيا
وكذلك ألحق الجزء الأكبر من أراضي مقاطعة القرتشاي إلى جورجيا
وكذلك فعل بأجزاء كبيرة من أراضي مقاطعة بلقاريا بضمها إلى جورجيا أيضا
أما الجزء الباقي من أراضي البلقار فهو حاليا ضمن جمهوري قبردينا بلقاريا
وكذلك ألحق المناطق الجبلية الجنوبية من أراضي الشيشان والأنغوش إلى جورجيا
ثم قام بضم مقاطعة مزدك وهي من أرض القبرداي إلى القسم الشمالي من أوسيتيا
ثم فصل إقليم سوتشي عن الوطن الأم أبخازيا وضمه إلى الأراضي الروسية
وبذلك نرى أن جورجيا ذات المساحة البالغة 69300 من الكيلو مترات المربعة (مع أبخازيا واوسيتيا الجنوبية) أصبحت مساحتها عام 1954 تقدر بحوالي 76400 كيلو متر مربع أي ازدادت مساحتها 7100 كيلو متر مربع بعد أن ضمت أجزاء من أراضي شمال القفقاس لأراضيها.
بداية الأستقلال:
في عام 1989 انعقد المؤتمر الأول لشعوب شمال القفقاس الذي تحول بمبادرة من الأبخاز إلى اتحاد يضم جميع شعوب وجمهوريات القفقاس الشمالي تحت اسم منظمة اتحاد شعوب شمال القفقاس الشركسية واختير السيد "يوري موسى شّّنبه" وهو من القبرداي رئيسا لهذا الاتحاد
بعد ذلك أعلنت كل من اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الأستقلال عن جورجيا وجمهورية الشيشان عن روسيا وأعلنوا الانضمام إلى اتحاد شعوب شمال القفقاس الشركسية
وقد ضم هذا الاتحاد ست عشر شعباً ضمن تسع جمهوريات.
وفي الرابع من اّب من عام 1992 أي بعد يومين فقط من اعتراف الأمم المتحدة رسميا باستقلال جمهورية جورجيا بدأ العدوان الجورجي على أبخازيا بدخول خمسة اّلاف جندي وأكثر من مائة دبابة ومصفحة مدعومين بالطيران والمدفعية وبضوء أخضر من روسيا والغرب.
وبعد أربعة أيام من المعارك البطولية التي خاضها الحرس الوطني الأبخازي قليل العدد والعتاد ومعه عدد من المتطوعين المدنيين الذين هبوا للدفاع عن أرضهم في وجه هذا الغزو أمام الجيش الجورجي المجهز بأحدث الأسلحة والمدعوم روسياً ودولياً سقطت مدينة غاغرا الواقعة على الساحل الشمالي الغربي بأيدي الجورجيين.
مع بداية الغزو الجورجي سارع كل من اتحاد شعوب شمال القفقاس الكومفدرالية الشركسية والذي يتزعمه القائد يوري موسى شّّنبه كذلك كونغرس شعب القبرداي والجمعية الشركسية العالمية والتي مقرها في نالشك إلى إرسال المتطوعين إلى أبخازيا من أجل الدفاع عنها والقتال إلى جانب إخوتهم الأبخاز.
وقد بدأت وحدات من المتطوعين تصل إلى أبخازيا قادمة من جمهوريات شمال القفقاس الشركسية لنصرة أشقائهم الأبخاز في هذه الحرب المقدسة والتي لا تخص الأبخاز وحدهم بل هي حرب أعلنتها جورجيا على كل الشعب الشركسي ودليل ذلك مقالة نشرت عام 1873 في الصحف الجورجية كتبها أحد الكتاب والذي يؤمن كما بقية الجورجيين بحلم جورجيا الكبرى ويدعى " سيرتيلي " قال فيها:
(كامل القفقاس هو أرضنا وهو بلدنا واذا تخيلنا أن قدمنا هي على أرضنا فمعنى ذلك نحن موجودون في بلدنا , سنستوطن في بلاد الشركس حتى داغستان , كل هذه الأراضي هي وطننا)!!!!
وقد أنذر برلمان اتحاد شعوب شمال القفقاس الشركسية في 19/8/1992 الحكومة الجورجية بسحب قواتها ودفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بأبخازيا قبل 21/8/1992 وإلا سوف يعلن الاتحاد عن البدء بالعمليات العسكرية ضدها.
وتقرر في هذا الاجتماع الطارئ للبرلمان مواصلة تكوين وحدات من المتطوعين من مختلف الجمهوريات في شمال القفقاس وخاصة جمهورية القبرداي والاديغى وجمهورية القرتشاي شركس و الشيشان و اوسيتيا بقسميها.
العدد الأكبر من المتطوعين كان من جمهوريتي القبرداي والأديغى حتى أن أكبر تجمع للمتطوعين في جمهورية قبردينا بلقاريا كان في إحدى الساحات في العاصمة نالشك والتي سميت بساحة أبخازيا.
لم تستجب جورجيا لمطالب الاتحاد وشنت هجوما فاشلا في 29/8/1992 على المواقع الشمالية للمقاتلين الأبخاز ومجموعات من المتطوعين استطاعة الوصول إلى مناطق العمليات واستعادة مدينة غاغرا رغم أنف القوات الجورجية
وقد نشرت القوات الجورجية قواتها في المعابر الحدودية الجبلية وأغلقتها إلا ان المتطوعين القبرداي بقيادة القائد البطل إبراهيم يغن استطاعت اقتحام تلك المواقع والسيطرة عليها والوصول إلى مواقع على شاطئ مدينة غاغرا قبل عدة دقائق فقط قبل قيام الجورجيين بعملية إنزال كبيرة لاستعادة السيطرة على المدينة وقد وقع الجورجيون في كمين كلفهم عشرات القتلى والجرحى وفرار من بقي حيا منهم وتعد هذه العملية هي أول إعلان عن مدى قوة وبسالة مقاتلي اتحاد شعوب شمال القفقاس الشركسية.
وبعد العديد من المعارك الغير متكافئة سيطر الجورجيين على كامل الأرض الأبخازية عدا مدينتي غوداأوتا وتكفارتشيلي المحاصرتين.
وبدأت جورجيا القيام بعمليات التطهير العرقي ضد الشعب الأبخازي بهدف تخويفه ودفعه إلى الخروج من أبخازيا إلا أن الأبخاز العاشقين لأرض " أبسني " فضلوا الموت على أرضها دفاع عنها.
وقد استمرت الضربات الموجعة التي يقوم بها المقاتلين الأبخاز وأشقائهم متطوعي إتحاد شعوب شمال القفقاس الشركسية والتي زرعت الرعب في قلوب الجورجيين وجعلتهم يعيشون في كابوس لا يعرفون متى ينتهون منه.
في 28/9/1992 شنت وحدات من القوات الأبخازية ومتطوعي إتحاد شعوب شمال القفقاس هجوما كاسحا استمر حتى 2/10/1992 سحقوا من خلاله القوات الجورجية في غاغرا واستطاعوا تحرير المدينة وغنموا الكثير من الأسلحة التابعة للقوات الجورجية والتي خلفتها ورائها ولاذت بالفرار ثم تم تحرير كل من مدينتي "غانديادي " و " لسيليدزه "
وقد شكر السيد " رؤوف بي أبجنو" رئيس الجبهة الشعبية الأبخازية ومستشار الرئيس الأبخازي " فلاديسلاف أدرازنبا " كل من يمد الجورجيين بالسلاح وقال:
(ان تلك الأسلحة ستؤول إلينا كما حصل في غاغرا)
وقد أثبت الأبخاز ومقاتلوا اتحاد شعوب القفقاس الشركسية في هذه المعارك جدارتهم وقدرتهم العسكرية المعهودة عبر التاريخ.
وقد تم الإعلان في 6/10/1992 عن تحرير القسم الشمالي الشرقي من أبخازيا بشكل كامل واستحدثت وزارة للدفاع وعين العقيد " فلاديمير أرجبا " قائماً بمهام وزارة الدفاع والجنرال " سلطان سوسنالييف " وهو من متطوعي اتحاد شعوب القفقاس الشركسية قائدا للأركان وهو من القبرداي وبعد التحرير الكامل لأبخازيا عين وزيرا للدفاع وهذا يدل على أنه لافرق بين الأبخاز والقبرداي وغيرهم من شعوب الأديغة الشركسية فكلهم شعب واحد وان اختلفت قبائلهم ولهجاتهم .
استمرت المعارك الطاحنة في عدة مدن أبخازية تكبد الغزاة خلالها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد ووقعت عدة اتفاقيات لوقف اطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة وروسيا لكنها كانت لإعطاء الوقت للجورجيين لإعادة تجميع قواتهم وانتظار الامدادات التي كانت لا تعد ولا تحصى ثم يقوم الجورجيين في كل مرة وبعد أن يتّّموا استعداداتهم بخرق وقف إطلاق النار
لذلك وفي يوم الاثنين 15/3/1993 صدر الأوامر للقوات الأبخازية ببدء العمليات لتحرير العاصمة سوخومي فقد عبرت القوات الأبخازية ومعها وحدات من مقاتلي اتحاد شعوب شمال القفقاس نهر "غومستا " ودخلوا إلى ضواحي سوخومي و قامت طائرات عسكرية أبخازية بقصف المواقع الجورجية داخل العاصمة ثم انسحبت هذه القوات من أطراف سوخومي في 18/3/1993 تحت ضغط القصف العنيف من قبل القوات الجورجية المرابطة فوق المرتفعات المحيطة بالمدينة.
-------------------------------------
وفي 3/7/1993 استطاعت القوات الأبخازية من تحرير قرية "تاميش" وقطع الإمداد عن القوات الجورجية داخل سوخومي وإحكام الحصار عليها واستمر القصف المدفعي الأبخازي على مواقع القوات الجورجية داخل العاصمة بشكل مكثف.
وقد تمكنت مجموعة من مقاتلي القبرداي الأبطال يتزعمها القائد مؤيد شورى من التسلل من خلف القوات الجورجية المرابطة على قمة شروما الحصينة واستطاعوا مفاجأة العدو والسيطرة على الموقع الذي كان أشبه بقلعة عسكرية هائلة لاحتوائها على بطاريات صواريخ ومدفعية من مختلف الأنواع والتي أجبرت القوات الأبخازية على التراجع عند محاولة استعادة العاصمة وتم اسر 350 جندي جورجي مع قائدهم وهو برتبة جنرال
وكذلك تقدمت مجموعة من مقاتلي القبرداي ومعهم مجموعات من شراكسة المهجر وسيطرت على مرتفعات "سوخوم غس " و" أخالتشينيي " وأعلى قمة في المنطقة وهي قمة " أخابيوك " وكبدوا العدو 500 قتيل.
وطالب قائد قوات كومفدرالية شعوب شمال القفقاس الجنرال الشيشاني شامل باساييف بسحب القوات الجورجية فورا ودون قيد أو شرط من أبخازيا وإلا ستقوم قوات اتحاد شمال القفقاس فتح جبهة ثالثة على طول خطوط التماس بين جورجيا وجمهوريات القفقاس الشركسية.
استمرت المعارك ليلا نهارا بدون توقف حتى استطاع الأبخاز وإخوتهم من متطوعي اتحاد شعوب شمال القفقاس في 26/9/1993 من تحرير العاصمة سوخومي و تم رفع العلم الأبخازي فوق مقر مجلس الوزراء الأبخازي وفر الرئيس الجورجي " ادوارد شفرنادزه " من سوخومي على متن طائرة روسية بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأبخازية أنها ستعطي الرئيس الجورجي فرصة لمغادرة سوخومي.
وقد القي القبض على رئيس الحكومة الموالية لجورجيا وتم إنزال الحكم العادل بهذا الخائن وتم اعدامه في مدينة غوداأوتا.
بعد السيطرة الكاملة على سوخومي وضواحيها تقدمت القوات الأبخازية بدون أي مقاومة تذكر نحو مدينة " كولريبش " مقر القيادة الجنوبية الجورجية وتم تحريرها
----------------------
وفي 17 جمادى الأولى سنة 1414هجري 1/10/1993 م
أعلن وزير الدفاع الأبخازي الجنرال سلطان سوسنالييف عن تحرير كامل الأرض الأبخازية وأن قواته وصلت إلى الحدود الجورجية وتم رفع العلم الأبخازي على ضفاف نهر أنغور الذي يشكل الحدود مع جورجيا
بلغت خسائر القوات الجورجية في هذه الحرب وذلك حسب احصائيات نشرتها صحف جورجية أحد عشر ألف قتيل وعشرة اّلاف جريح في عام واحد من المعارك على الأرض الأبخازية.
---------------------
بعد ذلك بدأت مفاوضات بين الأبخاز والجورجيين تحت رعاية الأمم المتحدة وقد تم تعليقها في 24/2/1994 بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق والسبب في ذلك إصرار الجانب الجورجي على إعادة 250 ألف جورجي نزحوا من أبخازيا أثناء الحرب ورفض الأبخاز ذلك.
(انظر إلى هذا العدد وكأن الحرب كانت في جورجيا حتى خرج هذا العدد الكبير من الجورجيين أو أن عدد سكان أبخازيا عدة ملايين حتى يكون عدد الاجئين الجورجيين فقط بهذا الكم مع العلم أن عدد سكان أبخازيا مابين 500 إلى 600 ألف نسمة)
استمرت بعد ذلك المفاوضات في موسكو في 4/4/1994 وتم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار ونشر قوات من رابطة الدول المستقلة بعرض 12 كيلو متر في المناطق المحاذية لنهر أنغور والذي يشكل الحد الفاصل بين أبخازيا وجورجيا.
في هذه الفترة فرضت روسيا حظرا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على أبخازيا ولم تسمح لأحد بالأعتراف بهذه الجمهورية المستقلة.
في عام 1998 بدأت جورجيا بإنشاء مجموعات اجرامية وحاولت إرسالها إلى داخل الأراضي الأبخازية وكذلك أرسلت وحدات إضافية من قوات وزارة الداخلية الجورجية إلى الحدود مع أبخازيا في محاولات استفزازية في الوقت الذي كانت أبخازيا تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية وهذا ما أوضحه الرئيس الأبخازي "فلاديسلاف أدرازنبا" في رسالة إلى القيادة الروسية
وفي عام 2007 وبمرسوم رئاسي صدر أول جواز سفر أبخازي.
عند إعلان استقلال إقليم كوسوفو الألباني عن صربيا الحليفة للروس واعتراف عدد لا بأس به من الدول بهذا الإقليم كجمهورية مستقلة رفعت أبخازيا طلبا يدعو الأمم المتحدة إلى الاعتراف باستقلالها عن جورجيا أسوة بكوسوفو وكذلك فعلت جمهورية أوسيتيا الجنوبية
وفي 5/3/2008 أعلنت روسيا عن رفع الحظر الذي فرضته على أبخازيا منذ ما يزيد على أربعة عشر عاما وقد أثار القرار الروسي استياء جورجيا التي نددت بهذا العمل واعتبرته استفزازيا !!!
وفي 21 /3/ 2008 أوصى مجلس الدوما الروسي بضرورة الاعتراف باستقلال كل من أبخازيا واوسيتيا الجنوبية.
------------------------------------
علم جمهورية أبخازيا:
العلم الأبخازي الجديد الذي تم رفعه على المباني الحكومية في سوخومي والذي تم تبنيه من قبل البرلمان الأبخازي في سوخومي في 23/7/1992
الكف الأبيض المرسوم على أرضية حمراء (العلم القديم) هو رمز دولة أبخازيا (مملكة أبخازيا) في القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن العاشر الميلادي والتي استمرت اثنا عشر قرنا.
الكف الأبيض يرمز إلى الوحدة بين شعوب الأديغة من حيث الأصل والعرق والتاريخ والعادات (الأديغة خابزا) فمن الممكن أن يختلفوا بالشكل واللهجة والاسم والمناطق ولكنهم في الحقيقة شعب واحد ذو أصل واحد
ويمكن التعبير عن المعنى المراد من هذا الكف الموجود على العلم الأبخازي بقول الشاعر:
أصابع الكف في العد خمسةُ
لكنها في مقبض السيف واحدُ
وهذا ما أكدته الحرب الأبخازية الجورجية التي وحدت الشركس بشكل عام والأديغة بشكل خاص تحت راية واحدة وهدف واحد.
إن هذا العلم مع الكف الأبيض قد رفرف فوق مدينة " ديوسكوريا " والتي أسسها الاغريق القدماء في القرن الخامس قبل الميلاد والتي تقوم عليها حاليا العاصمة الأبخازية سوخومي.
النجوم الخماسية البيضاء السبعة فوق الكف تمثل المقاطعات السبعة لأبخازيا التاريخية وهي:
1- سادزين " جيغتيا "
2- بزيب
3- غوما
4- أبجو
5- سامورزكان
6- دال تسابال
7- بسخوي أيبغا
(يضاف إلى ذلك أن الرقم " 7 " هو رقم مقدس عند الأبخاز)
الخطوط السبعة (ثلاثة بيضاء وأربعة خضراء) تدل على التسامح الديني والتعايش لشعوب القفقاس فاللون الأبيض يرمز إلى المسيحية واللون الأخضر إلى الاسلام.
===================
المصادر:
http://forum.adigastars.com/showthread.php?p=66329نقلاً عنما يلي:
الأبخاز الشراكسة "أزل وأبد" تأليف: أميرة محمد مصطفى قبرطاي " المرجع الأساسي "
الأبخاز "أشهر معمري العالم" تأليف: سولا بينيت , ترجمة: فاضل لقمان
شامل في القفقاس وروسيا تاليف: م.ن.تشيتشاغوفا ترجمة: نبيل حاج علي
اكتشاف وفك رموز الكتابات القديمة في القفقاس تأليف غ.ف. تورتشانينوف ,
ترجمة: د. عمر شابسيغ
القوقاز قي التاريخ تأليف: د. اسماعيل برقوق
بعض مواقع النت ومنها:
www. Abkhazian.com
http://forum.adigastars.com/showthread.php?p=66329