شير علي خان أمير الأفغان 1864 -1879 |
[img
أغرت انجلترا الأمير ( دوست محمد خان) بأخذ مدينة هرات وتعهدت له أن تقدم له مبلغ من المال سنوياً يكفيه لتجنيد العساكر وتحصين القلاع لتكون الإمارة الافغانية سدا منيعاً بين الهند والممالك الروسية في آسيا الوسطي وإيران
واستجاب ( دوست محمد خان) لطلب بريطانيا وقام بتجنيد جيش
سار جيش دوست محمد خان لفتح "هرات" ، وحاصرها زمناً طويلاً
وفتحت المدينة بعد حصار طويل، سنة 1280هـ
وبعدها بوقت يسير مات ( دوست محمد خان)
وكان قد قام بتولية أولاده علي أقاليم أفغانستان وجعل شير علي ولياً للعهد
و بعد موت ( دوست محمد خان ) أتي ولى عهده ( شير علي خان ) وتقلد الإمارة علي أفغانستان سنة 1864م - 1280 هـ.
ثم وقع خلاف بين أمير الأفغان الجديد ( شير علي خان ) وإخوته وهم:(محمد أعظم خان ومحمد أمين خان ومحمد أسلم خان )
وكان لشير علي وزير من ( طائفة الغلجائي)
وأشار الوزير علي الأمير بالقبض علي إخوته
ولم يعترض ( شير علي خان ) علي كلام وزيره فكأنما اقتنع ووافق علي أن يكيد لإخوته ويعتقلهم
وبلغ الخبر إلي إخوته فهرب كل منهم إلي الولاية التي كان يحكمها في عهد أبيهم
، وانضم جمال الدين الأفغاني إلى (محمد أعظم ) أحد الأخوة الثلاثة،وليس إلي الأمير لما توسمه في أخيه من الخير.
أستعرت نار الحرب الأهلية داخل مملكة أفغانستان، فكانت الغلبة لمحمد أعظم، وانتهت إليه إمارة الأفغان، فعظمت منزلة جمال الدين الأفغاني عنده، وأحله محل الوزير معجباً بنصائحه ،
و إذ كان شير علي لايفتأ يسعى لاسترجاع مملكته، فقد كان الإنجليز يعاضدونه بالمال والدسائس وأيدوه ونصروه، ليجعلوه أحد أوليائهم وصنائعهم بالمنطقة ، فتجددت الحرب الأهلية
وأغدق (شير علي خان ) الأموال على الرؤساء الذين كانوا يناصرون الأمير محمد أعظم، فقاموا بتغيير ولاءاتهم ونقضوا عهدهم
وتغير ميزان القوي بين الطرفين ميلاً لصالح شير علي
وانتهت الحرب الأهلية بهزيمة محمد أعظم، وغلبة شير علي،
ثم إن الأمير (محمد أعظم ) و (عبد الرحمن ) بذلا غاية الجهد في جمع العساكر من الأوزبك والأفغان وذهبا إلي قزنه من طريق هوارة
ودارت عدة معارك بين جيشهما وجيش شير علي في أفغانستان
وانتصر شير علي .
ولكيلا يقعا في قبضة عدوهما لاذ المتحالفان الأمير محمد أعظم وعبد الرحمن ابن أخيه بالفرار إلى مدينة مشهد من بلاد إيران
وفي " مشهد" انفصل عبد الرحمن عن عمه وذهب إلي بخاري ، وفيما بعد أقام طويلا بمدينة سمرقند
أما الأمير (محمد أعظم ) فقد مات في إيران بمدينة نيسابور حين ذهابه إلي طهران
وخلص الملك في أفغانستان لشير علي في سنة 1285هـ
و بقي ( جمال الدين الأفغاني) في عاصمة الإمارة كابول ، فهو لم يهاب البطش المتوقع من الأمير المنتصر شير علي، لكنه أيضاً لم يثير القلاقل ولم يعارض في عودة شير علي للحكم وأيضاً لم يمسسه الأمير شير علي بسوء، احتراماً لنسبه الشريف و لعشيرته ،، ومع ذلك فإن هذا الأمر لم يطل فإن جمال الدين غادر أفغانستان بعد بضعة أشهر من هزيمة محمد أعظم قائلاً أنه يرغب في الارتحال للحج
واستأذن شير علي في الارتحال فأذن له
وذهب جمال الدين ولم يعد إلي أفغانستان
المصادر :
* تتمة البيان في تاريخ الأفغان لمؤلفه "جمال الدين الأفغاني " - ص128ومابعدها
* موسوعة لآلئ
المرادفات:
هراة = هرات
* التوافقات :
سنة 1864م = 1280 هـ
سنة 1869م = 1285 هـ" />