سد مأرب باليمن

بقايا سد مأرب القديم
المصدر للصورة : المتحف البريطاني - لغرض غير تجاري


===============

سد مأرب

===========
أصبحت المناطق الغربية لجنوب شبه الجزيرة العربية سنة ٥٢٧م مملكة تابعة لروما وعليها حميري مسيحي يدعى شميفع أشوع أو (سميفع أشوع ) سمى نفسه ملك سبأ.
بعد مقتل الملك (يوسف أسار  يثار الحميري )  استقرت الأمور في السواحل الجنوبية الغربية للجزيرة وإستقل زعماء القبائل بإقطاعياتهم ومخالفيهم ولا بوادر أنهم خضعوا لسميفع أشوع أو اعترفوا به ملكاً عليهم وكان أشوع وأنصاره متحصنين في حصن مارية القديم بذمار.

قام أحد زعماء القبائل المقربين من البيزنطة والمدعو "قيس" وكان كندياً من أقارب (الحارث بن عمرو الكندي) أو "آريثاس" كما ذكره البيزنطة بقتل أحد أقرباء سميفع أشوع ومع ذلك لم يثأر سميفع لقريبه وإنصاع لشفاعة الإمبراطور البيزنطي ( جستنيان الأول ) بتعيين "قيس" أو "كايسوس" على ( قبيلة معد ) لحجم الدين الذي قدمه البيزنطة بتخليص مسيحيي جنوب الجزيرة العربية من تنكيل ( يوسف أسأر الحِميّري )  بالإضافة إلى حقيقة أن البيزنطيين أرادوا استغلال نفوذ حِميَّر على كندة والتي كانت هي بدورها مسيطرة على أجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية وتوجيههم لقتال الفرس  

سقوط حِميّر أدى إلى استقلالية القبائل ولكن لم تكن القبائل مستفيدة فقد ضعفت مملكة كندة كثيراً وتأثرت بهذا السقوط .

ذكر المؤرخ البيزنطي ( بروكوبيوس ) أن عدداً من الجيش البيزنطي ـ الأكسومي :"آثر البقاء في أرض الحميريين لإنها جيدة جدا " على حد تعبيره ولم يريدوا مغادرة اليمن
أحد هؤلاء كان ( أبرهة الأشرم ) أو ( أبراهموس ) الذي قام بقتل شميفع أشوع وأعلن نفسه ملكاً "بسم كرشتس وروحن قدس" (بسم المسيح والروح القدس).
مقتل سميفع قاد لتمرد معد في فتوجه بنفسه لأراضيهم وأخذ أبنائهم ونسائهم رهائن مقابل الولاء
وإنتهزت قبائل أخرى مقتل شميفع لتعلن تمردها فقاد رجلان اسمهما "بشر بن حصن" و"أبو الجبر بن عمرو" حملة على مكان اسمه "تربة" قرب الطائف وكان الرجلان من كندة  ودونت كتابة بخط المسند تذكر عدد القتلى والغنائم والأسرى والأطفال الذين أخذهم من سكان الطائف مقابل الولاء

كانت القبائل منقسمة وإستغل أبرهةالأشرم الانقسام لصالحه وبالفعل فقد خرج زعيم من كندة يدعى "يزيد بن كبشت" هو في نصوص المسند (يزيد بن كبشة) ومعه ابن شميفع أشوع وأقيال من "مرثد بن بكل" (بكيل) و"ذو يزأن" (بيت ذو يزن) و"ذي معاهر" و"ذو خليل" لقتل أبرهة إلا أن أقيال حضرموت وهمدان و"ذو رعين" (يافع) و"أشعرن" (الأشاعرة) وعدد من القبائل قاتلوا سيد كندة ولاحظ الباحثون غياب أي ظواهر ولاء للوطن واستعداد القبائل للوقوف بصف الغريب طالما إقتضت المصالح.. فالقبائل لا تعرف وطناً ولا قومية إلا قومية القبيلة وبقيت تلك المشكلة عالقة إلى اليوم حول مفهوم القبائل في اليمن للوطن ومدى قدرتهم على الإيمان بالجنس أو القومية الوطنية الجامعة فوق القبيلة  
إستمر الإقتتال لفترة حتى وصل لأسماع المتقاتلين "أصوات البكاء" عن تصدع هو الثالث وقبل الأخير أصاب سد مأرب كما يقرأ من النص المسندي الذي يعود لعام 542 ميلادية ؛ فأسرعوا وتوصلوا لهدنة لإعادة ترميم السد وكان هذا الترميم آخر ترميم يجرى عليه

.

سد مأرب (من ويكبيديا):

هو سد مائي قديم يعود تاريخه إلى بدايات الألفية الأولى ق.م ولكنه ليس الوحيد الذي بناه السبئيين وليس الأقدم إذ أظهرت الآثار أن السبئيين حاولوا حصر المياه والاستفادة من الأمطار منذ الألفية الرابعة ق.م[1]
ويعد معجزة هندسية لتاريخ شبه الجزيرة العربية [2] إلا أن السد الشهير نفسه يعود إلى القرن الثامن ق.م [3]

في القرن الثامن ، وردت نصوص لمكاربة تشير إلى تعلية وإصلاحات على السد فبلغ طوله 577 متراً وعرضه 915 متر وهو ضعف سد هوفر الأمريكي [4]
وبني في الجهة التي تسيل منها السيول فتمكن السد من حصر الماء وزود بثقوب أو أبواب لتسمح بقدر أكبر من التحكم بجهة المياه عقب استقرارها في الحوض [5]
وتم اقتطاع حجارة السد من صخور الجبال ونحتت بدقة ووضعت فوق بعضها البعض واستخدم الجبس لربط الحجارة المنحوتة ببعضها البعض واستخدام قضبان إسطوانية من النحاس والرصاص يبلغ طول الواحدة منها ستة عشر مترا وقطرها حوالي أربع سنتمرات توضع في ثقوب الحجارة فتصبح كالمسمار فيتم دمجها بصخرة مطابقة لها وذلك ليتمكن من الثبات أمام خطر الزلازل والسيول العنيفة [6] كان يروي ما يقارب 24,000 آكر (قرابة 98,000 كم مربع) [7] وهو ماعنى أن سكان اليمن حققوا الاكتفاء الذاتي من ناحية إحتياجهم للماء والغذاء، فالماء الناتج عن السد القديم كان يكفيهم للزراعة وإطعام مواشيهم.
 
حسب التنقيبات الأثرية ، فإن السد تعرض لأربع انهيارات على الأقل [8] آخرها كان في العام 575 ولم تبذل جهود لترميمه من ذلك الحين بعد لغياب حكومة مركزية واضطراب الأمن في البلاد وتدخل القوى الأجنبية (الفُرس) واستقلال زعماء القبائل بإقطاعياتهم [9]
 
الهوامش :
 
1^
Yusuf Abdallah, Die Vergangenheit lebt: Mensch, Landschaft und Geschichte im Jemen S. 481
 
 
2^
Werner Daum, Yemen - 3000 years of history, pp. 10.
 
3^
Adolf Grohmann,Süd-arabien als Wirtschaftsgebiet, Band 1, In: Band 7 von Schriften der philosophischen fakultät der deutschen Universität in Prag, Rohrer, 1930.p.23
 
4^
Queen of Sheba documentary على موقع «يوتيوب»
 
5^
Adolf Grohmann.Kulturgeschichte des alten Orients .Beck, 1963 p.152
 
6^
Adolf Grohmann.Kulturgeschichte des alten Orients .Beck, 1963 p.152-153
 
7^
Queen of Sheba Behind the Myth Docmentary على موقع «يوتيوب»
 
8^
Adolf Grohmann,Süd-arabien als Wirtschaftsgebiet, Band 1, In: Band 7 von Schriften der philosophischen fakultät der deutschen Universität in Prag, Rohrer, 1930.p.23
 
9^
Adolf Grohmann.Kulturgeschichte des alten Orients .Beck, 1963 p.151