مصر في الزمن العتيق

مصر في الزمن العتيق
------------------------------------
نحن هنا نتكلم عن المرحلة السابقة لمرحلة مصر القديمة (عصر الفراعنة).
أي منذ 8000 سنة ولمدة 3000سنة
تاريخ مصر العتيق يبدأ منذ سنة 8000 ق.م. في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية.
وقد جاءها قوم رعاة
وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشائش الرعي والمناخ جيد وكان بها بحيرات من مياه الأمطار الموسمية.
وآثار مصر العتيقة تدل علي أنهم كانوا  يرعون الماشية.
وفوجئنا بالتنقيب أنهم رسموا الزخارف علي أواني الفخار ثم بنوا بنايات ضخمة في سنة 6000 ق.م.
 
================
 
==
المناخ
كان شمال مصر مغمورا بالمياه ثم انحسرت تدريجياً
 
لكن كانت مصر كثيرة المطر
وكانت مياه الأمطار تسير إلي الآبار
ومن الآبار يستقي الأهالي القدامي في وقت لاتوجد أمطار
============
السكني:
إما علي ضفاف النيل
أو بعيداً عن النيل
------------------------
تعداد السكان:
كان قليلاً ، ربما كان عدد سكان مصر كلها لايتجاوز  900 ألف نسمة
وعلي سبيل المثال قد تتكون القرية المصرية من 18 بيتا فقط لاغير
 
-----------------------
المهن:
صيد الغزلان والأرانب والنعام
تربية البقر لشرب الألبان
صيد السمك
صناعة الأواني والقلل من الفخار وهو طين يتم إحراقه
----------------------
كانت مصر مغمورة بالمياه
ثم حسب رصدنا في التاريخ العتيق  كانت أول هجرتين لمصر :
1- الهجرة الأفريقية لمصر
2- الهجرة العراقية لمصر
وأول سكان مصر أتوا من أفريقيا
ثم بعد آلاف السنين أتت لها هجرة ثانية قوية من بعض سكان العراق
---------------------
لايوجد تاريخ مكتوب ليوضح سر الهجرة الثانية :
هناك احتمالات عديدة :
- ربما الجفاف أصاب العراق  فأدي لنزوح سكانها علي وجوههم نحو الشام ومصر
أو جاء جيش غزاة من القوقاز للعراق فطردوا آلاف السكان
أم أنه غزو ملك عراقي عتيق لشمال مصر العتيقة ؟
----------------------
والهجرات لمصر في الزمن العتيق   قليلة لأن وسيلة الحركة كانت امتطاء ظهور الحيوانات أو ركوب البحر بالمراكب البدائية حيث تستعمل المجاديف باستمرار
وكانت  مصر محمية من الجيران بالصحراء من الشمال الشرقي  والغرب ويحدها البحر من الشمال والشرق و الشلالات (الجنادل)  بالنوبة جنوبا على النيل لاتشجع علي دخول مصر إلا بصعوبة مما جعلها أرضا شبه مهجورة.
 
--------------------
الأرض الزراعية:
كان فيضان النيل يأتي كل عام فإذا انحسر ترك حمولته من الطمي  بقاع و ضفاف النهير  .
وكان الأهالي إذا انحسر النهر قاموا بنقل الطمي للشواطئ وتوسعة المجري
وبمرور الزمن أضحت ضفاف النيل طينية وليست رملية
ثم إن  وفرة مياه الفيضان قد جعلهم يقيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من علي  متن المراكب السائرة داخل النهر.
 
وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت خصوبة أرض مصر متجددة ، وصار ممكناً للاقتصاد المصري العتيق أن يعتمد  أساسا علي الزراعة  بدلا من الرعي للماشية
 
علي الكلأ الناشئ عن الأمطار .
ومعني الزراعة استقرار السكان
ومع الاستقرار يمكن ظهور المخترعين والمطورين
ومن هنا ينشأ تقدم حضاري
--------------------
 
وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرضهم إسم "كيمت" يعني بالعربية :" الأرض السوداء  لأن النيل يمد الأرض الرملية  بالطمي فيتحول لونه إلى اللون الأسود
وبعضهم كانوا يطلقون علي أرض مصر  إسم  ديشرت  أي الأرض الحمراء إشارة للون رمال الصحراء بها التي تحترق تحت أشعة الشمس.
============
أقدم موقع أثري بالنوبة:
هو  نبتة
وكان منذ 6000 سنة منطقة رعوية تسقط بها الأمطار الصيفية ترعي بها الماشية حتي منذ 4899 سنة عندما إنحسرت عنها الأمطار.
اكتشف الآثاريون  بها دوائر حجرية
 
ورؤيت بها آثار مجتمعات سكانية من بينها قرية كان يمدها 18 بئر بالمياه تحت سطح بلاطات بناء ميجوليثي كبير عبارة عن تمثال يشبه بقرة نحت من صخرة كبيرة. وكانت تتكون القرية من 18 بيتا.
ووجد بالقرية:
1- مدافن كثيرة للمواشي حيث عثر علي هياكلها في غرف من الطين. .
2- ووجد مواقد كانت تستعمل. وعظام غزلان وأرانب برية وشقف فخار وقشر بيض نعام مزخرف.
==============
تم العثور في نبتة علي  مدافن كثيرة للمواشي حيث عثر علي هياكلها في غرف من الطين.
مامعني هذا؟
آثاري أوروبي قال :هذا يدل علي أن السكان كانوا يعتقدون أن البقرة من سلالة أحد معبوداتهم ،وتعيش مع البشر لتخدمهم ، وعندما تموت يجب عليهم تكريم جثمانها
================
 
 لايوجد مدافن أو مخلفات بشرية في نبتة..فـمامعني هذا؟
قيل :هذا يدل أن البدو كانوا رحلا  يأتون لنبتة كل صيف حيث يتجمعون حول شاطيء بحيرة يتجمع بها ماء المطر صيفاً
ثم بعد الصيف يرحلون  ليشتغلوا بالرعي ، وكانوا يأخذون معهم رفات من يموت الي حيث يعودون
==================
 
 
في مجال علوم الفلك :
نجد أن قدماء المصريين قد أقاموا أقدم مرصد في العالم وقبل عصر بناء الأهرامات منذ فترة زمنية حسب الشمس والنجوم حيث أقاموا الشواهد الحجرية ميجاليثات 
وهي عبارة عن دائرة من الحجر أقيمت منذ 7000 سنة في الصحراء الجنوبية بمصر  
 
ملحوظة : أقيمت مواقع الميجاليثات بإنجلترا وبريطانيا وأوروبا بعد هذا التاريخ بألف سنة كموقع ستونهنج الشهيرة.
-------------
موقع نبتة :
يتكون من دائرة حجرية صغيرة.
وبه عظام ماشية وخمس خطوط من الحجارة المائلة والبلاطات الحجربة التي كشف عنها مائلة
 
على بعد ميل من الموقع وبعضها بارتفاع 9 قدم. وكل بلاطة مدفونة بالتربة وهي فوق صخرة منبسطة. وهذا الموقع يتجه للجهات الأصلية الأربعة ويحدد الإعتدال الشمسي.
 
وبالموقع دائرة حجرية صغيرة بها عظام الماشية وخمسة خطوط من ميجوليثات مائلة.
وكان هذا الموقع قد بني علي شاطيء بحيرة يتجمع بها ماء المطر صيفاً وقتها.
حيث كانت قطعان المواشي تُقاد إلى نبتة في العصر الحجري الحديث منذ 10 آلاف سنة.
وكان البدو الرعاة يفدون إليها في موسم أمطار حتي منذ 4800 سنة حيث إنحسرت الرياح الموسمية باتجاه جنوب غلاب لتصبح المنطقة جرداء.
وكانت هذه الدائرة الصغيرة قطرها 12 قدم تضم أربعة مجموعات من البلاطات القائمة حيث يمكن رؤية الأفق.
وكانت مجموعتان تتجها ناحية الشمال والجنوب 
والمجموعتان الأخريتان تتجها ناحية أفق الإعتدال الشمسي الصيفي.
-----------------
 
5000 ق.م.
بدأت الزراعة في بلدة البداري
وكان بالفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة.
وكانت (مدينة مرميد ) بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500 ق.م.
----------------
وفي (مدينة بوتو ) ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا.
---------------
وكان هناك اختلاف بين المصريين القدماء ما بين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة.
 
ورغم أن معظم قدماء المصريين كانوا للأسف علي مايقال يعبدون أوثان عديدة إلا أنهم كانوا يؤمنون بالبعث من الموت والحياة الآخرة ،  وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية.
 
======================
تعليق :
الشرق الأوسط كله شهد تغير المناخ فندرت الأمطار ، ومنسوب المطر السنوي لم يعد كافياً  لوجود أعشاب للمواشي تكفيهن طيلة العام وصارت المياه الجوفية عميقة أكثر وعسيرة الاخراج
فأقفرت مناطق الرعي  
وفي الفترة من سنة 4000 ق.م. ومابعدها شهدت مصر النزوح التدريجي المكثف لأجداد المصريين الحاليين من البوادي نحو  ضفاف  وادي النيل //  واستقروا  بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة وأبيدوس  ونقادة
وبهذا انتهت مرحلة مصر العتيقة وبدأت مرحلة مصر القديمة
===================
 
ملحوظة:
يزعم ندرة من الآثاريين بأوروبا أن أحد أهرامات الجيزة أنشئ في الزمن العتيق قبل عصر الأسر الفرعونية
 
===================
 
 
مرحلة  مصر القديمة :
أقصد بها حضارة قدماء المصريين في عصر الأسر الفرعونية
وهي أعلي حضارياً بكثير من حضارة   المصريين في الزمن العتيق
في سنة  3100 ق.م جاء الملك مينا  ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي).
أبدع  قدماء المصريين في عصر الأسر الفرعونية في حضارتهم  علي ضفاف النيل. واخترعوا الكتابة باللغة الهيروغليفية   وهي كتابة تصويرية التي فيها الرمز صورة معروفة لكنه لايعني الصورة ولكن يعني حرفاً منطوقاً من أحرف الهجاء.
وابتدعوا مفاهيم في الحساب والهندسة (الرمز باي) واشتغل بعضهم بالطب وطب الأسنان وعملوا التقويم الزمني حسب ملاحظاتهم للشمس والنجوم.
كما ازدهرت عندهم علوم الفلك والكيمياء والحساب وظهرت عندهم الآداب القصص والأساطير وظهرالسحر وظهرت العادات والتقاليد لفئات المجتمع 
وكان ذكاؤهم مرتفعاً وتركوا نقوش جدارية  جميلة ومخطوطات من ورق البردي
وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه أطماره الرقيقة وكتبوا علي البرديات  تاريخهم وعلومهم وعاداتهم
وفي الصحاري شيدوا بنايات ضخمة جداً كالأهرامات وبعض المعابد
 وكانت مصر الفرعونية قوة عظمي في كوكب الأرض وكان تأثيرها السياسي والعلمي يمتد  بالطبع إلي دول الجوار شرقا في الشام وغربا في ليبيا وجنوبا في النوبة والسودان  وبلاد بونت
وكان لدي قدماء أهل مصر مناجم استخرجوا منها  المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس. وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار.
ولكن مصر الفرعونية المزدهرة صارت مطمعاً للاستيلاء عليها فتعرضت لغزوات من الأربع جهات:الهكسوس والليبيون والسودانيون والفرس واليونانيون
 
 
=========================
 
مرادفات :
 
  كيمت =[ تعني بالعربية :" الأرض السوداء" أي الطينة] = Kemet
ديشرت = Deshret
ميجاليثات = Megaliths
بلاد بونت  = الصومال

6-5-2014
أعلن الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار المصرية ، عن اكتشاف مقبرة أثرية في مدينة هيراكونبوليس القديمة بمنطقة الكوم الأحمر مركز ادفو بمحافظة أسوان،
المقبرة ترجع إلي (عصر ما قبل الأسرات)وبالتحديد  تعود بتاريخها إلى 500 عام تقريباً فيما قبل عصر موحد قطرى مصر "الملك نعرمر" من  الأسرة الأولى فرعونية
 
وقد عثروا بالمقبرة علي :
1- مومياء صاحب المقبرة،  وبالمعاينة المبدئية تتحدد  وفاته  فى سن مبكر  ما بين 17 إلى 20 عام فقط.
2-تمثال صغير مصنوع من العاج يجسد رجل ذو لحية، و يبلغ ارتفاع التمثال  32 سم، ويعد من التماثيل الفريدة من نوعه  وهو ربما يمثل صاحب المقبرة أو ربما يمثل أحد الأوثان المعبودة آنذاك ؟؟  
3- عشرة أمشاط عاجية
4- عدد من الأدوات والأسلحة
 
وقال د. رينيه فريدمان، رئيس البعثة الإنجليزية التي  عثرت علي المقبرة :
أهمية الكشف عن هذه المقبرة يكمن فى أنها لا تزال تحتفظ بمقتنياتها، التى قد تعطى فرصة للعاملين بالحقل الأثرى للتعرف على العديد من المعلومات الجديدة عن الشعائر التى كانت سائدة فى تلك الفترة، كما تعكس حجم مشاعر الاحترام والتقدير التى كان يكنها أصحاب عصر بداية الأسرات لأجدادهم فى العصور السابقة.  
 
بينما قال الوزير :
"هذا الكشف جاء نتاجاً لأعمال الحفائر التى تجريها البعثة الإنجليزية، بالتعاون مع وزارة الآثار بمدينة هيراكونبوليس القديمة
و أهمية الكشف تتمحور فى أنه يساهم بشكل كبير فى التعرف على المزيد من التفاصيل والعادات العقائدية والجنائزية التى كانت سائدة فى تلك الفترة، كما تنقلنا إلى الأجواء الحياتية والمجتمعية فى هذه العصور البعيدة."

http://www.elwaqe3.com/dynamic/uploads/images/G5368efba96825.jpg

 -