نشأة علم الآثار الغارقة :في بدايات القرن العشرين: كانت هناك سفينتان يونانيتان في طريق عودتهما من الساحل التونسي محملتان بصيد الإسفنج وهبت عاصفة بحرية شديدة الأنواء على شرقي البحر المتوسط واضطرت السفينتان إلى اللجوء إلى مكان آمن ، وكان أن استقرتا عند مرفا هادئ عند نهاية الأرخبيل اليوناني على بعد 75 قدما من الساحل
ولما طال أمد العاصفة طرأت فكرة اقتصادية على كابتن إحدى السفينتين يدعى (ديمتريوس كوندوس) وهي البحث عن الإسفنج حتى تنقشع العاصفة وهبط أول غواصوه في بقعة من المياه الصافية
وكانت المفاجأة أن رأى تحت الماء تماثيل لرجال ونساء وليصدقه الآخرون جذب ذراع تمثال من البرنز وصعد إلى أعلى السطح ليقص روايته ويقدم الدليل علي صدقه
ثم نزل كوندوس إلى الموقع وقام بتسجيل مقاسات التماثيل وحدد موقعها بدقة وغادرت السفينة بعد أن تأكد لهم صعوبة انتشال ونقل التماثيل ولما دخل ( كوندوس ) أثينا حكي عما شاهده تحت الماء
أثينا جهزت سفينة من سفن الأسطول اليوناني وانطلقت إلى ( موقع انتيكثيريا ) حيث ترقد الآثار واستمر عمل البعثة لمدة تسعة شهور في ظروف مناخية وأمنية صعبة حتى أن أحد الغواصين قد مات أثناء العمل كما أصيب آخران إصابات بالغة
رغم هذا كله فقد أمكن للبعثة أن تنتشل رأس تمثال من البرنز وتمثالين من الرخام وبعض القطع الصغيرة.وتعتبر هذه البعثة غير المؤهلة هي اللبنة الأولى الحقيقية في نشأة علم الآثار الغارقة، رغم ما تفتقر إليه من المنهج العلمي في التسجيل والتوثيق وغيره من القواعد التي تتبع في مجال الحفائر الأرضية. مرادفات : أنتيكثيريا = Antikthera ================== بعثة ميرلين واستكشاف الساحل التونسي :ثاني الاكتشافات الأثرية الغارقة كان بالقرب من (مدينة المهدية) بتونس تأسست (مدينة المهدية) على يد الفينيقيين وكانت ميناء هام استقرت به سفن الإغريق والرومان، وكانت الصدفة أيضاً وراء هذا الاكتشاف إذ بينما كان صيادو الإسفنج يغوصون على مسافة ثلاثة أميال من الشاطئ فى عمق لا يزيد عن عشرين قدماً شاهدوا تحت الماء بالمصادفة أعمدة رخامية وتماثيل رخامية وهموا بانتشال ما أمكنهم منها وباعوه لتجار العاديات لكنها تجارة بائرة تغل من المال لكنها تهدر الحضارة وتدمر التراث فمن وجهة نظر الأثريين أن الآثار لا تقدر بمال بل هي الثروة التي لا تبلى وواقع الأمر أن الاتجار في الآثار هو المصيبة الحقيقية التي تصيب علم الآثارولعل هذا ما دفع عالم آثار فرنسي يدعى "الفريد ميرلين" كان يتجول في تونس ووجد العديد من القطع الأثرية اليونانية تباع لدى التجار على الأرصفة بأسعار زهيدة فسألهم، وعرف مصدرها وبدأ على الفور في حماية ما تبقى من هذه الآثار للكشف عنها بالطرق العلمية الدقيقة والصحيحة وأعلن للغواصين اليونانيين أن تلك الآثار ملك للحكومة التونسية وأنه لن يسمح بنهبها بعد الآن. استطاع ميرلين أن يقود حملة بجمع التبرعات من أثرياء أمريكا وفرنسا ومن الحكومة التونسية لتغطية تكاليف بعثة أثرية علمية لانتشال تلك الآثار، واستطاع ميرلين أن يحدد موقع سفينة رومانية غارقة بكامل حمولتها من التماثيل التي يبدو أنها كانت منهوبة لصالح روما وأن الحمولة الثقيلة تسببت في غرقها معتدلة دون أن تنقلب وتعتبر بعثة ميرلين في المهدية بتونس حجر الزاوية في تاريخ اكتشافات الآثار الغارقة وبالطبع فى علم الآثار الغارقة في القرن العشرين ، رغم تلك الصعوبات التي واجهت البعثة من أنواء وعواصف وارتفاع التكاليف والمخاطر التي واجهت الغطاسين الذين انتشلوا مجموعة من الآثار وقتئذ وتعتبر هذه المجموعة المنتشلة من المهدية هي قوام (متحف باردو) في تونس والتي قال عنها (ريناك) :" لم يحدث أن توصلنا إلى شئ يمكن مقارنته بهذه الآثار منذ أن اكتشفنا بومبيي وهيراكلينيوم". ================== بعثة كارو في كاب أرتميشن :سنة 1925كان صياد يوناني يصطاد سمك في منطقة (كاب أرتميشن ) و ألقى بشبكتهوعندما هم بلمها وقعت أغرب مصادفة في حياته ألجمته وأرعبته حتى أنه تمتم بصلواته على روح ما في شبكته إذ توهم للوهلة الأولى أنه اصطاد جثة متفحمة ولما طلعت الشبكة وجد أنها تحتوي علي تمثال من البرنز مغطى بطبقة كثيفة من الأعشاب والطحالب البحريةفقام بتسليم التمثال للمسؤولين الذين أجزلوا له العطاء وأخذوا التمثال إلى متحف أثيناهذا التمثال هو تمثال "أثينا إيفيبي" المعروض حالياً بمتحف أثيناورغم أن الحكومة اليونانية أجزلت العطاء للصياد إلا أن هذه السياسة نبهت الصيادين إلى قيمة تلك التماثيل فجابوا منطقة"كاب أرتميشن" والمياه المحيطة بجزيرة يوبويا وباعوا غنائمهم لتجار العاديات بسعر أعلى حيث عرفوا قيمة ما كانوا يعثرون عليهوهنا تدخلت الحكومة اليونانية بقوة للحفاظ على التراث الموجود تحت الماء ، وشكلت بعثة برئاسة "جورج كارو"من معهد الآثار الألماني بأثينا وقد تمكنت تلك البعثة وفي ظروف عصيبة أن تكتشف تمثالاً من البرونز ل ( زيوس) كبير معبودات اليونانيين القدماء ، وأن تكتشف أيضاً تمثالاً لفارس صغير يمتطي جواداً.وتمثال زيوس هذا يعتبرونه أروع الأعمال البرنزية التي عثروا عليها حتى الآن ===========جماعة أبحاث ما تحت البحر : توقفت أعمال الاستكشاف في المهدية منذ الحرب العالمية الأولى حتي بدأ العلم البحري الفرنسي الشهير "جاك إيف كوستو" مؤسس جماعة أبحاث ما تحت البحر بالاشتراك مع فيليب تاييه وفردريك دوماس بالغوص في شمال إفريقيا بالقرب من مدينة قرطاجنة القديمة ،وسمعوا بما قام به ميرلين قبل أربعين عاماً واتصلوا به وعرضوا عليه استئناف النشاط بيد أنه كان قد بلغ من الشيخوخة مبلغه فاعتذر وتمنى لهم الحظ ولم يستطيعوا أن يحددوا الموقع واستمرت عملية البحث الدقيق في أعماق البحر المتوسط خمسة أيام دون جدوى إلى أن استطاع أحد الغواصين تحديد موقع عامود تحت الماء وكان ذلك بمثابة إعادة اكتشاف السفينة. لم تعد المشكلات التي كانت تواجه ميرلين من تقنيات وأنواء وتيارات بحرية معاكسة وغيرها من مشكلات مدة الغوص والإضاءة تزعج علماء الآثار الغارقة بعد التطور الذي شهدته التقنيات توفير أكسجين ورئة مائية حتى أمكن في ذلك الوقت للغواص أن يبقى تحت الماء مدة تزيد عن ربع الساعة وهي التي كانت في حدود الخمس دقائق قبل أربعين عاماً وتعتبر بعثة "كوستو" في المهدية هي النقلة الثالثة في تاريخ ( علم الآثار الغارقة) لأنها المرة الأولى التي تستخدم فيها (الرئة المائية )في أعمال الكشف الأثري.========استخدام مضخة في التنقيب تحت الماء :كانت سفينة شحن يونانية قديمة قد غرقت بكامل حمولتها من الأمفورات المليئة بالخمر اليوناني بالقرب من "جران كونجلوية "بفرنسا وكانت الصدفة وصيادوا الإسفنج وراء اكتشاف حطام هذه السفينة عندما كان غواص فرنسي يغوص عند منحنى حجري طبيعي على عمق مائة قدم ،بعيداً عن اللسان الغربي ل (جزيرة جران كونجلوية) فوجد كمية كبيرة من الجرار القديمة تبرز من بين الطين في القاع وأصيب الغواص ونقل قصته إلى جماعة البحث عن الآثار تحت الماء وجهز كوستو سفينة "كاليبسو"وفي في أغسطس 1952 اتجهوا إلى ( جزيرة جران كونجلويه) ورافق السفينة مدير متحف الآثار بمرسليا واستقرت السفينة على مسافة عشرة أميال من الشاطئوتحقق كوستو من رواية الغواص واستطاع أن يلتقط عددا من الأواني الفخارية وهي عبارة عن أواني شراب صنعت في إيطاليا خلال القرنين الثالث والرابع ق م واستطاع غواصو الكاليبسو انتشال العديد من الأواني والجراتثم واجهتهم صعوبة انتشال الجرات التي انطمر معظمها في طين القاع لأنها كانت تنكسر كلما حاولوا نزعها أو جذبها ولأول مرة استخدم المنقبون مضخة شفط كبيرة مثبته على سارية خشبية ثبتت بدورها على الجزيرة وكان الهواء المضغوط يشفط الطين المتجمد بالإضافة إلى الجرات وكسر الفخار وينقلها إلى السطح حيث تفصل الجرار عن الطين ومياه البحر بواسطة شبكة كبيرة بسرعة 12جالون في الدقيقة بينما يقوم عالمان أثريان بفحص ما ترفعه المضخة من منقولات وبقايا أثرية ثمينة. صادفت بعثة الكاليبسو صعوبات عديدة واجهتها البعثات السابقة فقد كان عدد الأثريين قليلاً وعدد الغطاسين قليلاً أيضاً ورغم الخبرة التي اكتسبها كوستو ورفاقة إلا أنه لم يكن أكاديمياً لذا كان لعدم درايتهم الأكاديمية بأهمية ما ينتشلون فقد كان الإهمال قد يدمر أثراً هاماً لعدم درايتهم بتلك الأهمية ، وكان عدم وجود الأثري المتخصص بين الغواصيين في الماء سبباً وراء تلك السلبيات وكان استخدام المضخة رغم سرعته في إنجاز العمل إلا أنها تسببت في تهشم الكثير من الجرات والأوانيوربما كانت وفرة أعداد الأواني والأمفورات الغارقة التي تم انتشالها هي العزاء الوحيد لتلك السلبية و تلك كانت هي المرة الأولى التي تستخدم فيها مضخة الشفط في أعمال التنقيب عن الآثار الغارقة تحت الماء. =============== استخدام الدوائر التليفزيونية في توجيه الغواصين :للتغلب على الصعوبات التي واجهت الكاليبسو خاصة في عدم دراية الغواصين بأهمية الآثار التي ينتشلونها وافقت شركة "طوسن هستون الإلكترونية" على إعارة كاميرات تليفزيونية وكابلات وخبراء فنيون وصممت عدسة ذات زوايا رؤية متسعة وقمرة بمكبر صوت وبها مكيروفون يتصل بغرفة المتابعة على ظهر السفينة كاليبسو ليتمكن علماء الآثار من متابعة ما يحدث في الأعماق وتوجيه الغواصين وقد نجحت التجربة الأولى لهذه الكاميرا في متابعة الحفر على عمق 65 قدماً.================ الزورق المجهز لحفائر تحت الماء: تقع (مدينة بورت رويال) على لسان من الأرض في البحر الكاريبيكانت (مدينة بورت رويال) ملاذاً للقراصنة ومخبأ لكنوز الهنود الغربيين وسوقاً مستمرة تجد بها كل البضائع المنتقاة المستوردة على الدوام ، ووصف أهلها بأنهم أكثر الشعوب دعارة وفجورا ونمت أموالهم من الكسب الحرام وأراد الله أن يحيق بها دماراً جزاءا بما فعل أهلها وكان أن مادت بهم الأرض بزلزال مخيف وانقسمت المدينة بالأخاديد واختفى الثلثان من المدينة في البحر ومات ما يزيد عن 2000 شخص من سكانها .كانت ثروات سكان المدينة حلما يداعب مخيلة الأثريين فالمدينة تقبع في الأعمال وتزخر بذهبها ، ولكن لم يحاول أحد من الأثريين أن يذهب إلى هناك حتى عام 1956 في عام 1956 ذهب مستكشف ومخترع وغواص أمريكي يدعى"إدوين أ.لينك" في قاربه ليستكشف المدينة الغارقة وكان في مخيلته أنه يمكنه رؤية المدينة من خلال الماء الصافي الذي تشتهر به سواحل جامايكا لكنه صدم للظلام التام الذي يحيق بالقاع بسبب تيارات الجداول الجبلية في موقع بورت رويال التي حملت أطناناً من الطمي إلى الميناء فتراكمت عليها الرواسب الطينية. حاول لينك أن يطهر بعض المساحات من القاع بحفر عمق ياردتين ووصل لحصن جيمس لكنه تبين أن أدواته لا تصلح لتلك العملية وأنه من المستحيل رفع أي شئ من أنقاض المدينة من الأعماق وحدد احتياجاته قبل أن يرحل ليعود من جديد بعد إعداد التجهيزات اللازمة. صمم لينك أول مركب للبحث خصيصاً عن آثار تحت الماء صنعه من المعدن باطنه من الزجاج المصفح ويبلغ طوله 91 قدماً له سواري وقوائم وأوناش كهربائية لرفع الأشياء الثقيلة من الأعماق وزود القارب الرادار وآلات سماع صدى الصوت وكل ما توصل إليه العلم الحديث من آلات وأدوات الاستكشاف وجهز حجرة خاصة للغوص ومخزناً للرئات المائية وأقنعة الوجه والزعانف كما جهز أيضاً لنش غواص للشعب المرجانية والصخرية زوده بأجهزة يدوية لتحديد الموقع بارتجاع صدى الصوت. وفي تاريخ علم الآثار الغارقة تعتبر تلك هي المحاولة الأولى لإجراء مسح أثري تحت الماء باستخدام أجهزة الموجات فوق الصوتية حيث قام بحار شهير بمساعدة لينك في المسح الأثريوكانت المناطق الضحلة تعنى المبانيبينما المناطق العميقة يكون رجع الصدى فيها بطيئاًواستطاع لينك أن يرسم خريطة للمدينة في محاولة ناجحة لاستخدام العلم الحديث في خدمة الآثار الغارقة.كما استخدم لينك جهاز الكشف عن المعادن عن بعد ، ويعتبر هذا الكشاف المعدني أحد أهم التطورات التي شهده علم آثار تحت الماء والذي حقق نتائج باهرة جعلته من الأدوات التي لا يمكن أن يستغني عنها الآن أي مستكشف للآثار التي تحت الماء.كما استخدم لينك مصعد هوائي بحيث يستخدم ضغط الهواء في الكشف عن الآثار ولكنه كان يثير زوابع من الطمي ويعكر الماء ويمنع الرؤية واستطاع لينك التغلب على تلك المشكلة بإنزال غواصين يتحسسون مواضع الآثار قبل أن يعمل المصعد الهوائي.كما يَـنسب إلي لينك الفضل في ملاحظة التغيرات التي تلحق بالآثار وتدمرها إذ استخرجت فجأة الماء حيث تتفتت بعض المواد لذا كان يضعها في ماء من نفس البيئة التي استخرجت منها وأصبح ذلك قاعدة تتبع في كافة أعمال انتشال الآثار الغارقة. =============مدن أثرية لازالت تحت الماء :ومنذ 1980 حتي اليوم شهد (علم الآثار الغارقة ) تطورات متلاحقة ً رغم أنه لا يزال علماً وليداً بالمقارنة مع علم الآثار الأرضية فلا زال هناك العديد من المدن الغارقة تنتظر من يكشف عنها أو يستكملوا ما سبق وكشفوا بعضاً منه مثل بورت رويال والمهدية وغيرها. 1-جزء كبير من مدينة الإسكندرية : لا يزال برج فنار مدينة الإسكندرية القديم "فاروس" راقداً تحت الماء حتى الآن رغم الجهود التي بذلها خبراء الآثار تحت الماء من المصريين والفرنسيين كان هذا الفنار إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة شيده بطليموس الثاني عام 279 ق.م على الركن الشمالي الشرقي لجزيرة فاروس ويبلغ طوله خمسمائة قدم وكان يعلوه تمثال ضخم لوثن البحر (بوسيدون) وظل الفنار يعمل هاديا للسفن ونصب طيلة ألف عام ثم ضربه زلزال تلو الآخر حتى زلزال القرن 14 م الذي هدمه تماماً وغرقت معظم أجزاء الفنار عدا الطابق الأسفل الذي أعيد استخدام أحجاره في بناء قلعة قايتباي عام 1480 في عام 1996 بدأت الاكتشافات الأثرية الغارقة بالميناء الشرقي بالإسكندرية
في عام 1908 في خليج الدخيلة، وهى أولى المناطق التي كشف فيها عن آثار تحت الماء، كشف مهندس الموانئ «مالفال» أثناء قيامه بإنشاء رصيف بحري بالخليج عن بقايا رصيف قديم طوله 210م.
وفي 1910 اكتشف مهندس الموانئ الفرنسي «جونديه» غرب جزيرة «فاروس» منشآت تحت الماء تشبه أرصفة الموانئ وذلك عندما كان مكلفاً بإجراء توسعات في ميناء الإسكندرية الغربي. كما لعبت الصدفة دوراً في كشف أول مواقع للآثار الغارقة في مصر شرقي الإسكندرية في خليج أبي قير، إذ لاحظ طيار من السلاح البريطاني أطلالاً غارقة على شكل حدوه الحصان تحت الماء أثناء تحليقه فوق الخليج، فتحمس الأمير عمر طوسون المعروف بحبه للآثار، وقام
بتمويل عملية بحث وانتشال بهذه المنطقة عام 1933 ونجحوا في انتشال رأس من الرخام لإسكندر الأكبر، موجودة الآن بالمتحف اليوناني الروماني
بالإسكندرية، ولقد وجدت على عمق 5 أمتار وعلى بعد 450 مترا من الأرض إلى الشرق من طابية الرمل .
2- ( مدينة إس ) على ساحل بريتاني بفرنسا :غرقت بالكامل تحت مياه البحر والتي يرجع تاريخها للعصر الروماني إذ توجد خريطة يرجع تاريخها للقرن 4 م تظهر فيها مدينة إس على حافة البحر في خليج الدونارنيزو حيكت حولها أساطير جعلت منها لغزاً ويحتمل أن المدينة تعرضت لفيضان مدمر عام 395 أو فيضان عام 441 المدمر ، ولما كان الساحل البريتاني عميقاً لذا فيتعذر حالياً الكشف عن هذه المدينة. 3- مدينة "هلايك" والمعروفة باسم "بومبيي الغارقة" وهي مدينة يونانية ورد ذكرها في الإلياذة وقد حاق بها دمار مفاجئ عندما ضربها زلزال قوي وغمرها فيضان شديد مدمر عام 369 ق م غرقت بالكامل تحت مياه البحرحكي ( بوذانياس )عن تلك الكارثة قائلاً :" في بادئ الأمر اهتزت الأرض بالمدينة حتى الأعماق بواسطة زلزال ، وحينئذ انشقت فجأة وانهار كل شئ بنى عليها ساقطاً في الأعماق ولم يبق لها أثر بعد ذلك ويقال إن الزلزال أعقبته مصيبة أخرى أحدثتها هذه المرة الفيضان الموسمي العالي للبحر غمر المدينة والريف ،إن غابة بوسيدون المقدسة غمرت لدرجة أن المرء لا يستطيع أن يرى قمم الأشجار المغمورة إلا بصعوبة ، إن غضب الرب قد حاق بهذه المدينة المنكوبة خلال عاملين أولهما أنها دكت ثم بعد ذلك ابتلت بكل سكانها".وقد ذكر الكثير من الكتاب الكلاسيكين أنهم شاهدوا أنقاض هذه المدينة تحت الماء وربما يرجع السبب وراء اختفاء تلك المدينة عن الأنظار أنها غرقت ، أما مصب نهرين فلا شك أن ترسيباتهما الغرينية قد غطتها تماماً حتى بلغ سمك الطمي المتماسك فوقها عشرين متراً حتى إن مدمرة ألمانيا غرقت في نفس الموقع غرست في الطين. 4- مدينة بورا