صلح البرانس
(7 -11- 1659)
أبرمت أسبانيا مع فرنسا صلح البرانس بعدأن استنزف القتال مال أسبانيا وأرواح رجالها، فأنهت بذلك 23 عاماً من حرب واحدة، وأرست أساس حرب أخرى.
ونزلت أسبانيا لفرنساعن روسيون، وأرتوا، وجرافلين، وتيونفيل، ، وتخلت عن جميع مطالبها في الألزاس، وزوج فيليب الرابع ابنته ماريا تريزا للويس الرابع عشر، بشروط ورطت فيما بعد غرب أوربا كله في حرب الوراثة الأسبانية. ذلك أنه تعهد بأن يبعث إليها، خلال ثمانية عشر شهراً، بصداق قدره 500.000 كراون، ولكنه انتزع منها ومن لويس تنازلاً عن حقوقها في ولاية العرش الأسباني.
وأصر ملك أسبانيا على أن يكون العفو عن كونديه شرطاً من شروط الصلح، فلم يكتف لويس بالصفح عن الأمير العنيف، بل رد إليه كل ألقابه وأملاكه، ورحب به في بلاطه.
كان صلح البرانس الدليل على إنجاز مخطط ريشليو لكسر شوكة آل هابسبورج، وحلول دولة فرنسا محل دولة أسبانيا في التسلط علي الأمم الأوروبية
واعترف الفرنسيون بفضل مازاران في اتباع سياسات فعالة للوصول بهذه الخطة إلى خاتمة ظافرة لفرنسا،
ومع أن مازاران لم يكسب إلا حب القليلين من الفرنسيين ، فإن الجميع رأوا فيه رجلاً من أكفأ الوزراء في تاريخ فرنسا.
لكن لم يغفروا أبداً لمازاران جشعه في جمع المال بدون تعفف ففي وسط الفاقة التي كابدها الشعب جمع مازاران ثروة طائلة قدرها فولتير بمائتي مليون من الفرنكات.
وكان يحول المخصصات الحربية إلى خزائنه الشخصية، ويبيع وظائف التاج لمنفعته الخاصة، ويقرض الملك بالربا، وقد أهدى إحدى بنات أخيه قلادة مازالت تعد من أغلى الحلي في العالم.
و عندما أحس مازاران بقرب موته زاد حرصه فنصح الملك لويس بأن يكون وزير نفسه الأول وألا يترك سياسة فرنساالعليا لأي من مساعديه